صعود المحافظين الجدد في ادارة بوش 3 نفى وزير الخارجية الأميركي وجود عصابة تدير السياسة الأميركية من وراء الستار، فأكد وجود العصابة، فمثل هذا النفي هو ما يعبّر عنه القول: "لا تصدق خبراً حتى ينفى رسمياً". وقال ريتشارد بيرل، وهو زعيم مشارك لعصابة اسرائيل، انه ليس غريباً ان المحافظين الجدد يهود "فأنت ستجد نسبة عددية تفوق حجم اليهود الفعلي في اي مشروع فكري... وإذا قارنت عدد اليهود الصقور بعدد اليهود الحمائم، فالأولون اقل كثيراً. إلا ان من الواضح ان هناك نفس لا سامية في هذا الكلام... من المؤكد ذلك". من الواضح كذلك ان في كلام بيرل صلفاً او فوقية هي من صفات هؤلاء العنصريين. وبيرل يزعم ان "اسرائيل اولاً" هي حجة كريهة تستخدم للزعم ان الإنسان مرتبك في شأن ولائه. الواقع ان لا ارتباك البتة. فولاء عصابة اسرائيل في الإدارة هو لإسرائيل وحدها، وهم ديموقراطيون او جمهوريون، وصقور او حمائم، بما يخدم اسرائيل وحدها. اوضح مثل على نفوذ المحافظين الجدد اليوم هو في وزارة الدفاع الأميركية حيث يشغل بول وولفوفيتز، اول المتآمرين لشن حرب على العراق، منصب نائب وزير الدفاع. طبعاً الوزير دونالد رامسفيلد "صقر" معروف، ومثله نائب الرئيس ديك تشيني، إلا انهما من الصقور الحقيقيين، لا من عصابة اسرائيل، وهما عملا معاً وتعاونا منذ ادارة جيرالد فورد. ويعتبر ايجاد منصب وكيل وزارة الدفاع للاستخبارات دليلاً على تنامي نفوذ وزارة الدفاع، فهو زاد قوتها في وجه وكالة الاستخبارات المركزية، مع انه كان هناك حديث عن اصلاح الوكالة لتقوية عملها. ووصف الصحافي المحقق سايمور هيرش في تحقيق نشرته مجلة "نيويوركر" في ايار مايو 2003، نقلاً عن لسان مسؤولين حاليين وسابقين، كيف ان مكتب الخطط الخاصة في الوزارة احدث تغييراً اساسياً في توجه اسرة الاستخبارات الأميركية. وقد انشئ هذا المكتب لإيجاد ادلة استخباراتية تدعم زعم رامسفيلد ووولفوفيتز ان صدام حسين كان على علاقة بالقاعدة، وأنه يملك مخزوناً هائلاً من اسلحة الدمار الشامل، تهدد المنطقة، بل الولاياتالمتحدة نفسها، إذا وقعت في ايدي ارهابيين. مدير مكتب المهمات الخاصة هو ابرام شولسكي الذي عمل في الاستخبارات وقضايا السياسة الخارجية على مدى ثلاثة عقود، ويشرف على عمل المكتب وكيل وزارة الدفاع وليام ليتي. وشدد هيرش على ان شولسكي، مثل وولفوفيتز، كان من طلاب ليو شتراوس في جامعة شيكاغو، وهذا الأخير فر من ألمانيا النازية سنة 1937 وجاء الى الولاياتالمتحدة حيث اكتسب شهرة كفيلسوف سياسي ومحافظ. وهو زعم ان عمل الفلاسفة القدماء ضم معاني جمالية مخبوءة لا يفهمها سوى قلة من الناس. وسجل هيرش ان هناك أتباعاً لنظرية شتراوس هذه داخل الإدارة وخارجها، فإضافة الى وولفوفيتز، هناك من الأتباع ستيفن كامبون، وكيل وزارة الدفاع للاستخبارات ووليام كريستول المسؤول عن مجلة "ويكلي ستاندارد" المحافظة جداً. ويدرس هيرش تأثير شتراوس في جمع معلومات الاستخبارات. ففي سنة 1999 كتب شولسكي وغاري شميت، المدير التنفيذي لمشروع القرن الأميركي الجديد، مقالاً بعنوان "ليو شتراوس وعالم الاستخبارات" ينتقد اجهزة الاستخبارات الأميركية لفشلها في فهم الطبيعة المخادعة للأنظمة التي تتعامل معها. وهما قالا ان وكالة الاستخبارات المركزية كانت ساذجة خلال الحرب الباردة، واقترحا الفلسفة السياسية كعقار مضاد يعوض عن تقصير الوكالة ويسهل فهم القادة المسلمين "الذين يختلف عالمهم الفكري كثيراً عن عالمنا". وأصبح مكتب العمليات الخاصة في الخريف الماضي منافساً لوكالة الاستخبارات المركزية ووكالة استخبارات الدفاع في البنتاغون نفسه، واعتمد على معلومات استخبارات منافسة وما جاء من اعضاء المؤتمر الوطني العراقي، الذي يرأسه احمد الجلبي. وقدم اللاجئون العراقيون معلومات مثيرة عن اسلحة الدمار الشامل، تسرب بعضها الى الصحف. ونقل هيرش عن مذكرة داخلية لوزارة الدفاع انتقادها محاولة "تخفيف او نفي" علاقة صدام حسين بالقاعدة. غير ان وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة استخبارات الدفاع اصرتا على ان معلومات اللاجئين العراقيين غير مهمة. وهل أحتاج انا اليوم الى ان اقول انها كانت كاذبة، وكل يوم يمضي منذ نهاية الحرب يثبت تواطؤ عصابة اسرائيل مع بعض المعارضين العراقيين لشن حرب سببها زائف. الرئيس بوش انشأ مركز دمج خطر الإرهاب، وبدأ المركز عمله في مطلع ايار مايو هذا بهدف تعزيز علاقة العمل بين اجهزة الاستخبارات المختلفة ووزارتي الأمن الداخلي الجديدة والدفاع. ويرأس المكتب جون برينان الذي عمل في وكالة الاستخبارات المركزية 23 سنة، ويبقى مسؤولاً تجاهها. غير ان مركز رامسفيلد نفسه قوي مرة اخرى عندما اعلن الرئيس بوش في السابع من ايار نقل وزير السلاح الجوي جيمس روش الى منصب وزير الجيش، وتعيين كولن ماكميلان، وهو مسؤول نفطي وزيراً للبحرية. والرجلان من حلفاء رامسفيلد المقربين وأصدقائه. وأكمل غداً بمجلس سياسة الدفاع الذي يضم بعض اهم اعضاء العصابة التي يسمونها تخفيفاً "المحافظون الجدد" ومراكزهم الأخرى.