أظهرت مناورات عسكرية وهمية شارك فيها نحو سبعمئة ضابط ومحلل من كبار المسؤولي والاستراتيجيي في البنتاغون أن الولاياتالمتحدة ستتعرض لضربات استباقية في أي من حروبها في المستقبل. وقال مصدر عسكري أميركي رفض الكشف عن اسمه ان التفوق العسكري الكبير الذي بلغته القوات الأميركية في العالم اليوم جعلها قادرة على هزيمة أي خصم في حرب تقليدية. وعليه، أضاف المصدر، فإن أي دولة تشعر بأنها على وشك أن تتعرض لضربة أميركية قد تعمد الى شن ضربات استباقية ضد الجنود الأميركيين أو ضد أهداف داخل الولاياتالمتحدة بغية إلحاق أكبر خسائر بشرية ممكنة في محاولة لإحداث صدمة تفقد القيادة الأميركية توازنها. وكشف أن الدولة المعنية قد تستخدم أسلحة تقليدية وغير تقليدية في هجماتها الاستباقية ضد أميركا. هذه كانت خلاصة مناورات جرت في كلية الجيش الأميركي الحربية في بنسلفانيا أواخر نيسان ابريل الماضي. وحسب صحيفة "ديفنس نيوز" الدفاعية فان أحد سيناريوات المناورات الوهمية تحدث عن حرب عام 2015 مع دولة نووية في الشرق الأوسط محاطة بأراض صحراوية وجبال وممرات مائية ضيقة. ولعب عدد من المسؤولين الأميركيين دور القيادة العسكرية في تلك الدولة. وتوقع هؤلاء أن تتعلم دول المنطقة من تجربة العراق، ولذلك سيكون هدفها الأول منع القوات الأميركية من حشد قواتها البرية عبر ضرب الموانئ والمطارات في الدول المحيطة بها والتي قد تستخدم لاستقبال الجنود الأميركيين وعتادهم. كما خلص المشاركون في المناورة الى أن هذه الدولة الشرق أوسطية ستستخدم أسلحتها النووية أو الجرثومية في المراحل الأولى من الحرب ضد الأهداف الأميركية كافة، التي ستكون ضمن مدى صواريخها أو طائراتها لأنها اذا لم تستخدمها بسرعة فستخسرها حتماً نتيجة التفوق الأميركي بالأسلحة الذكية الدقيقة. وحسب المناورات فإن امكان استخدام أسلحة الدمار الشامل بشكل سريع قاد عدد من المحللين الى الاستنتاج بأن احتمال حصول حروب نووية في المستقبل ازداد بشكل كبير نتيجة التفوق العسكري الذي بلغته الولاياتالمتحدة. ولذلك فان القيادة الأميركية تتوقع اليوم أن تركز دول عدة على بناء ترسانة نووية في محاولة لردع التهديدات الأميركية. كما استنتج الحللون بأن الولاياتالمتحدة قد لا تستطيع الرد على هجوم نووي بالمثل خوفاً من تحول العالم ضدها، خصوصاً اذا كانت لا تتمتع بغطاء دولي من الاممالمتحدة. وأظهرت المناورات أيضاً أن القوات الخاصة ستلعب الدور الرئيسي في أي حرب مقبلة لمنع الدول من استخدام أسلحة الدمار الشامل أو لتصفية قادة النظام المعادي وخطفهم لإنهاء المواجهة بسرعة. وكان هناك سيناريو عن حرب أميركية مع تنظيم ارهابي مسلح في احدى دول جنوب شرق آسيا. ولاحظ المشاركون أن هذا التنظيم قد يستخدم أنظمة الكمبيوتر الالكترونية لاختراق دفاعات اميركا وأنظمتها لإحداث بلبلة، وأنه قد يشن عمليات انتحارية ضد أهداف عدة داخل أميركا أو الدول المؤيدة لها في المنطقة. وحسب قائد القوات الأميركية في الخليج، الجنرال تومي فرانكس، فإن الولاياتالمتحدة استخدمت في العراق بشكل رئيسي سلاحاً لم يستخدم منذ قرون عدة وهو الرشوة. إذ أقرّ في حديث الى صحيفة "ديفنس نيوز" بأن القيادة الأميركية دفعت مبالغ كبيرة لضباط عراقيين لتحييد قواتهم وعدم المشاركة في الحرب. وأضاف أن القيادة كانت تلقت قبل الحرب رسائل عدة من قادة عراقيين قالوا فيها أنهم أصبحوا الى جانب قوات التحالف. وتوقع الجنرال الأميركي، الذي قاد القوات التحالف في العراق، أن تستخدم واشنطن سلاح الرشوة في حروبها ضد أنظمة ديكتاتورية في المستقبل "لتأمين فوز سريع وحاسم".