نقلت صحيفة "ديفنس نيوز" الدفاعية عن مصدر اميركي مأذون له أنه لن يكون هناك أي عمل عسكري ضد سورية في هذه المرحلة أو في المستقبل القريب، معتبراً أن واشنطن "قضمت في أفغانستانوالعراق أكثر مما يمكنها مضغه، لذلك فإن شن حرب جديدة والتورط بمسألة تغيير نظام جديد وبناء بلد آخر ستكون مكلفة وخطرة جداً". وأضاف ان تأسيس قضية تبرر الحرب على سورية "لن يكون عملية سهلة كما كانت الحال بالنسبة الى العراق، اذ أن سورية لم تستخدم أسلحة كيماوية ضد أحد، كما لم تحتل بلداً آخر، وتعاونت في شكل فاعل مع الولاياتالمتحدة في تعقب عناصر تنظيم "القاعدة" بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001". لكن المسؤول لم يستبعد تنفيذ القوات الخاصة الأميركية عمليات خطف لمسؤولين عراقيين من الأراضي السورية، في حال ثبت وجودهم فيها. ولا يزال الغموض يكتنف مصير العدد الأكبر من رموز النظام العراقي، ووزعت القيادة الأميركية لائحة بأسماء خمسة وخمسين مسؤولاً عراقياً تطاردهم باتهامات مختلفة، وفيما أعلن إعتقال أربعة منهم حتى أمس، فإن أحدهم وهو علي حسن المجيد يعتقد أنه قتل في البصرة. ويعتقد مراقبون في واشنطن بأن السبب وراء تحذيرات الادارة الأميركية لسورية يكمن في خشية واشنطن من مساعدة دمشق حركات وتنظيمات مقاومة للاحتلال الاميركي للعراق. ويقول خبراء ان آخر ما تريده واشنطن هو أن تجد نفسها في خضم حرب استنزاف، تجعل وضع جنودها شبيهاً بوضع قوات الاحتلال الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويقول انطوني كوردسمان أحد كبار الباحثين العسكريين المختصين في شؤون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن، ان التوتر بين أميركا وسورية في شأن الحرب على العراق هو "الأول بين سلسلة مشاكل ستواجهها واشنطن مع جيران العراق الذين يحاول كل منهم الحفاظ على مصالحه". ويضيف أن سورية "تعتبر هزيمة العراق نصراً لاسرائيل". ويرى ان ايران وتركيا ستحاولان حماية مصالحهما في العراق عبر تأمين دور لأتباعهما في العراق من الشيعة والتركمان. ويعتبر ان الشرق الأوسط الجديد "سيشهد احياء لنزاعات عرقية ودينية قديمة، بدلاً من إزالتها، ما سيعيق التطور وانتشار الديموقراطية" التي تعلن واشنطن أن تحقيقها في العراق كان من أولوياتها في الحرب.