"مهرجان الرقص الشعبي" تقليد قديم تنظمه الجامعة الاميركية في بيروت. وكالعادة كان فرصة لتسليط الضوء على مختلف روافد التراث والثقافات بشتى تجلياتها، من خلال تعبيرات وتشكيلات حركية متحدرة من شتى الألوان والعادات والتقاليد. وشارك 500 تلميذ وتلميذة من مدارس رسمية وخاصة في المهرجان السنوي الذي أطفأ هذا العام شمعته الثلاثين. والمهرجان اعيد احياؤه عام 1995 بعد توقف بسبب الحرب، وهو يقدّم كأداة ثقافية حيوية لحفظ الذاكرة ونشرها، وتحقيق التواصل. عرض المهرجان 12 لوحة راقصة شعبية متنوعة المصادر أدّتها 22 مدرسة مشاركة، إضافة الى 10 رقصات خاصة اختارت بعض المدارس تقديمها. فقد اقترحت اللجنة المنظمة المؤلفة من 10 افراد اتاحة الفرصة امام الطلاب ومدربيهم للبحث في التراث الشعبي للبلدان والتعرف الى ثقافاتها وتقديم رقصات فولكلورية تعبّر عنها. 3 اعضاء من اللجنة المنظمة للمهرجان هن القيّمات المباشرات عليه: وداد الحسيني منسقة المهرجان، اليونانية ماري - لينا كابّونيس منسقة الرقصات وسكرتيرة اللجنة لمياء الحسيني. وتتفق الثلاث على شروط الاشتراك في المهرجان ومنها الزام المدارس المشاركة في تأدية جميع الرقصات العامة للمهرجان، والمدرسة التي تقدم الاداء الأفضل لها الحق في تقديم رقصة خاصة بها. تعلّم الرقصات واختيارها تتحدث عنه كابّونيس. فهي موفدة من الجامعة الاميركية للاشتراك في المخيم السنوي الذي يقام سنوياً في كاليفورنيا - سان فرنسيسكو، حيث يمثل الكثير من أساتذة الرقص الشعبي بلادهم لتعليم المنتسبين الى المخيم 5 رقصات شعبية. ويستمر المخيم 15 يوماً بمعدل 15 ساعة عمل يومياً. واللافت ان الفولكلور الشعبي لمعظم البلدان يدرّس في هذا المخيم باستثناء الفولكلور الشرقي على اختلافه. فهذا النشاط يغيب عنه كلياً اساتذة عرب يساهمون في نشر هذا التراث العريق في العالم. في لبنان تختار كابّونيس الرقصات العامة التي تعلّمها بدورها للمدربات الموفدات من المدارس المشاركة. وتراعي في اختيارها تنوّع البلدان الممثلة الاجنبية والعربية وتنوع الموسيقى والخطوات من دائرية الى مستقيمة او ملتوية... الدبكة... ثوابت لا بد منها وضمن هذا التنوع تتحدث لمياء الحسيني عن ثوابت لا بد منها في المهرجان، وهي الدبكة اللبنانية - الفولكلور الوحيد الذي يحق لأكثر من مدرسة تأديته - والرقصة الدائرية الاميركية. بعض الرقصات يتمّ اعتمادها سنوياً نظراً للحماسة التي تشيعها بين الجمهور وتحقيقاً للتواصل الذي ينشده المهرجان، فمثلاً رقصة "الكوروبوشكا" الروسية التي ختم بها المهرجان رسمياً، دعي خلالها الجمهور الحاضر الى النزول الى الملعب ومشاركة التلامذة ومدرباتهم في تأديتها. و"الكوروبوشكا" فولكلور روسي لا يزال يعرض منذ انطلاق المهرجان عام 1950. خاتمة ثانية يتميز بها المهرجان وهي الدبكة اللبنانية التي قدّمت لأكثر من 20 دقيقية وبمشاركة الجمهور ايضاً. تشدد وداد الحسيني على أجواء البهجة والفرح التي تعمّ المهرجان. فروح الإلفة والمحبة التي تنشأ بين المدربات والتلامذة المشاركين نتيجة ثمانية اشهر من اللقاءات المستمرة تحضيراً للمهرجان، ومشاركة ذلك مع الجمهور الواسع هي جزء من تطلعات هذا المهرجان. والمدارس المشاركة توزّعت على مختلف المناطق اللبنانية وهي: المدرسة الاميركية في بيروت، مدرسة عاليه، ثانوية الروضة، مدرسة المريمية الارثوذوكسية، مدرسة زهرة الاحسان، مدرسة لوفون وسوبيا هاغوبيان الارمنية، دار الايتام الاسلامية، مدرسة امجاد، مدرسة الفن والثقافة، مدرسة الادفينتست، مدرسة الليسيه ناسيونال، مدرسة الشانفيل، مدرسة اجيال، ثانوية ايفانجيليكال الارمنية، الثانوية المعمدانية، انترناشونال سكول، معهد كاراغوزيان، مدرسة سان فرانسوا للآباء الكبوشيين، ثانوية الزيدانية للبنات ويونيفرسال كوليدج. يقول العضو الأقدم في اللجنة نجيب حبيقة ان مهرجان الجامعة الاميركية للرقص الشعبي كان الاول والوحيد في لبنان، الى ان تمكّن بعد سنوات من انطلاقه من نشر رسالته في مناطق مختلفة، وهو ما ادّى الى تنظيم مهرجانات مشابهة له في مناطق لبنانية مختلفة. وقد وجّه المهرجان تحية الى العراق من خلال رقصة مستوحاة من حضارة بلاد ما بين النهرين.