"صحيح انني ألعب في الفيلم دور اولمبيا، والدة الاسكندر المقدوني، ولكن تذكروا ان اولمبيا كانت لا تكبر ابنها إلا بستة عشر عاماً". هذا ما قالته نيكول كيدمان مبتسمة بدلال امام الصحافيين الذين تجمعوا ليسألوها، من جملة ما سألوا، عن الدور الذي ستقوم به تحت إدارة باز ليرمان في الفيلم الذي ينتجه دينو دي لورانتس عن حياة "الاسكندر الكبير"... مضيفة: "ولا تنسوا ايضاً ان الاسكندر هو ليوناردو دي كابريو، الطفل الأبدي...". والحال ان بعض الحديث الجدي في اروقة المنتجين في "كان" يدور اليوم حول ذلك التنافس الحاد الذي سيشغل اهل المهنة خلال العام المقبل بين مشروعين عن حياة الاسكندر، اولهما لباز ليرمان، والثاني لأوليفر ستون. والمشروعان الآن قيد الإعداد. دينو دي لورانتس، المنتج الإيطالي المخضرم والذي يقترب الآن من عامه التسعين، يصل اليوم الثلثاء الى "كان" حيث تشير الصحافة الى انه سيوقع خلال الأيام المقبلة عقوداً لبيع فيلمه قبل عامين من انجازه! الى سبع دول، بينها اليابان التي ستدفع 20 مليون دولار ثمن نسختها، وهو امر ندر حدوثه من قبل. عشية سفره الى "كان" كان دي لورانتس، وهو ايطالي يعمل معظم وقته في هوليوود، زار المغرب مع المخرج ليرمان لاختيار الأماكن التي سيتم فيها تصوير الفيلم. كما قال للصحافة ان ثمة متسعاً، على اية حال، لفيلمين وأكثر عن الاسكندر، مذكراً بأن فيلمه سيركز اكثر على طفولة الفاتح المقدوني وعلاقته بأمه "التي كانت اكثر تأثيراً فيه من استاذه الكبير ارسطو. وهذا الجانب هو الذي سيركز عليه الفيلم لأنه محاط بالأساطير ويبدو غير واضح تماماً". ومن هنا كان اختيار دي كابريو الذي صدم المراقبين اول الأمر، إذ كيف يعقل لفتى هوليوود المدلل ان يتحول الى عسكري فاتح من طراز نادر؟ "فتشوا عن المرأة" قال دي لورانتس مبتسماً، وكان من الواضح انه لو لم يكن الأمر كذلك، لما كانت هناك حاجة الى ان تكون نيكول كيدمان بطلة الفيلم. من ناحية ثانية، ولمناسبة الحديث عن دي لورانتس، نذكر انه اذا كان عثر على "اسكندره" بكل سهولة في شخص دي كابريو، فإنه سيكون صعباً ان يعثر على من يقوم بالدور الرئيس في فيلم آخر ينتجه هو "تنويعة هانيبال"، إذ ان الفيلم هذا سيكون ايضاً عن الطفولة. ولكن احزروا طفولة من؟ هل تذكرون هانيبال لكتر، السفاح والقاتل بالجملة، آكل لحوم البشر في "صمت الحملان" و"هانيبال" و"التنين الأحمر"؟ حسناً... ها هو نفسه يعود، وأيضاً من إنتاج دي لورانتس. ولكن في فيلم يغوص عميقاً في ماضي هذا المجرم المثقف النابغة. وإذا كانت كلمة "تنويعة" في عنوان الفيلم الذي يكتب له السيناريو، حالياً توماس هاريس صاحب الرواية الأصلية، تذكر بموسيقى باخ، فما ذلك إلا لأن الفتى الذي سيقدمه لنا الفيلم في ربع القرن الأول من حياته، مغرم بموسيقى باخ وبعصر النهضة. والفيلم سيقول لنا هذا، بل يروي ولادة هانيبال لكتر وسط اسرة ثرية مثقفة في ليتوانيا، ويحكي كيف تحول الفتى الوديع المغرم بكل ما هو رسم وموسيقى وأدب، الى قاتل ينتزع في "هانيبال" دماغ ضحيته ويقليه ويجبر الضحية على أكله! حتى الآن لا يزال الفيلم في طور الكتابة، لكن دي لورانتس قال ان التصوير سيبدأ الخريف المقبل، ولهذا يبحث منذ الآن عمن يقوم بدور الفتى العبقري... ولن يكون ممثلاً واحداً بل اربعة، لأن الفيلم يقدم لكتر في اربعة اعمار: 12- 16- 20- و25... ويحتاج الى ممثل لكل عمر. فهل نطلق نداء ونقول ان من يجد في نفسه الكفاية لأن يكون عبقرياً وفرخ مجرم في الوقت نفسه، يمكنه ان يتقدم مرشحاً نفسه!