اعتقلت السلطات السعودية مسلحاً قرب مبنى القنصلية الاميركية في الظهران صباح امس، بعد اسبوع من الهجمات الانتحارية في مدينة الرياض. وعلمت "الحياة" ان المسلح سعودي الجنسية ويبلغ من العمر نحو 35 عاماً، ويُشتبه بأنه حاول اختراق البوابة الاولى لموقع القنصلية الا ان قوات الامن السعودية استطاعت السيطرة على الوضع والقاء القبض عليه من دون إطلاق اي أعيرة نارية ومن دون اصابات. ويعتقد بأن المسلح الذي قبض عليه يعاني اضطرابات نفسية. وحصلت محاولة الاقتحام عند السادسة صباحاً، أي قبل بدء الدوام الرسمي بنحو ساعة على الاقل. وتبعد مباني القنصلية مسافة لا تقل عن 400 متر عن البوابات الرئيسية وتلك المسافة محصنة بشكل محكم، مما يصعب أي عملية اقتحام. وتواصل الجهات المختصة استجواب المتهم في وقت ذكر مصدر في القنصلية الاميركية في الظهران انهم تلقوا تعليمات بإلغاء العمل امس في القنصلية والمدرسة الموجودة داخل حرمها، وتوقع مصدر في القنصلية الاميركية ان تعاود فتح ابوابها اليوم. وكانت القنصلية الاميركية، اسوة بالسفارة في الرياض والقنصلية في جدة أغلقت ابوابها اثر العمليات الانتحارية التي استهدفت اميركيين وغربيين يقطنون في مجمعات سكنية في الرياض الاثنين الماضي، الا انها عاودت نشاطها يومي السبت والاحد. وتحظى القنصلية الاميركية في الظهران بحراسة امنية مشددة وتحيط بها من كل جانب حواجز اسمنتية ضخمة، كما ان الدخول اليها يتطلب المرور عبر بوابتين تم بناؤهما بمواصفات عالية من الاسمنت والفولاذ يصعب اختراقها، بجانب الاجراءات الامنية المرافقة. وتعتبر المنطقة الشرقية والتي تحظى بإجراءات أمنية مشددة خلال هذه الفترة احدى أبرز المناطق التي تعرضت لعمليات ارهابية في السعودية، ففي حزيران يونيو 1996 أدى انفجار قنبلة في شاحنة وقود إلى مقتل 19 عسكرياً أميركيا وجرح اقل من 400 شخص في مجمع باسكان الخبر كانت تستخدمه القوات الأميركية كثكنات عسكرية، كما ادى انفجار طرد على شكل عبوة عصير في كانون الأول ديسمبر 2000 الى اصابة بريطاني بجروح خطيرة بعد ان وضعت العبوة قرب الزجاج الامامي لسيارته في مدينة الخبر، وفي أيار مايو 2001 أدى انفجار طرد ملغوم إلى إصابة طبيب أميركي في مركز طبي بمدينة الخبر إصابة بالغة، وفي تشرين الأول اكتوبر من عام 2001 ألقى أحد المارة قنبلة على شارع تجاري في الخُبر عشية القصف الأميركي لأفغانستان، ما أسفر عن مقتل مهندس بترول أميركي وإصابة آخر بالإضافة إلى بريطاني وفيليبينيين.