أعلن الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر أمس، أنه قدم استقالته من منصبه إلى الرئيس الأميركي جورج بوش الذي قبلها، على أن يسري مفعولها اعتباراً من تموز يوليو المقبل. وعزا فلايشر استقالته إلى أسباب شخصية، مؤكداً أنه اكتفى من العمل موظفاً في الإدارات العامة طيلة 21 عاماً، قضى معظمها في الكونغرس، فيما تحدث البعض عن خلافات بينه وبين مسؤولين في الإدارة الأميركية. وسلطت الاستقالة الضوء على نفوذ "شلة تكساس" في البيت الأبيض في ظل تقارير عن خلافات بين فلايشر والمستشارين المقربين لبوش القادمين من الولاية حيث مسقط رأس بوش. وتجسد ذلك في طرح اسم سكوت ماكليلان وهو من تكساس خلفاً لفلايشر بعدما كان مساعداً للاخير. وفي وقت أعلن فلايشر أنه سينصرف إلى العمل في القطاع الخاص، سرت تكهنات مفادها أن استقالته ناتجة عن خلافه مع بعض المسؤولين النافذين في الإدارة الأميركية، الأمر الذي كان سينعكس على مستقبله السياسي بعد التجديد لبوش العام المقبل. ومعلوم أن فلايشر كان مقرباً من الرئيس على رغم أنه ليس من تكساس، ما أثار في بعض الأحيان حسد المستشارين من ولاية تكساس الذين يمثلون مصالح الشركات النفطية. ويذكر أن فلايشر 42 عاماً كان "واجهة" البيت الأبيض خلال هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 وحربا أفغانستان والعراق. وقال خلال إعلانه استقالته أمس: "إن قلبي أنبأني أن وقت الرحيل حان. وأبلغت الرئيس بوش قراري يوم الجمعة الماضي، وهو استقبل النبأ بابتسامة ثم قبلني على رأسي". وأضاف فلايشر أن "هذه وظيفة رائعة وأنا أحبها وأحب الرئيس بوش وأؤمن بسياساته وشخصه، ولكن يأتي وقت في السياسة العامة عندما يكون علينا أن نعلم متى نخوض في تجارب أخرى". وأكد أن خطته المباشرة هي مساعدة بوش في حملته الانتخابية وإلقاء الخطب والمحاضرات والكتابة، ثم العمل في القطاع الخاص. ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن فلايشر قوله: "أفضل الرحيل قبل الانتخابات الأميركية"، على رغم أن ترك الرئيس والبيت الابيض أمر صعب بالنسبة إليّ.اليوم هو يوم سعيد وحزين في الوقت نفسه. فالرحيل ليس أمراً سهلاً". ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤولين أميركيين أن بوش لم يختر بعد خلفاً لفلايشر، ولكن في مقدم المرشحين لذلك: ماكليلان وهو الأوفر حظاً، إضافة إلى الناطقة باسم وزارة الدفاع بنتاغون فيكتوريا كلارك. يذكر أن فلايشر يهودي - أميركي ويتمتع بنفوذ داخل اللوبي اليهودي في البلاد. وقالت بعض التقارير إنه يحمل الجنسية الاسرائيلية وإنه مقرب من جماعة يهودية متطرفة تنظر بطريقة "عنصرية ومهينة" إلى غير اليهود. وهو تولى منصب نائب رئيس المنتدى اليهودي في الكونغرس.