قال وزير الخارجية الأردني الدكتور مروان المعشر امس انه لم يلمس خلال زيارته الأخيرة لواشنطن أي خطة اميركية واضحة لما ينبغي عمله في العراق بعد الحرب، مشدداً على ضرورة اضطلاع الأممالمتحدة بدور اساسي في العملية السياسية. وأضاف المعشر في خطاب ألقاه أمام المعهد الملكي للشؤون الدولية شاتام هاوس ان من الضروري أيضاً ان تستشير الولاياتالمتحدة دول المنطقة حول العراق، مشيراً الى ضرورة ان يشرف المجتمع الدولي في المستقبل على الانتخابات، وطالب بالمحافظة على وحدة الأراضي العراقية. ودعا الوزير الأردني الى ضرورة اعادة بناء البيروقراطية والجيش في العراق بطريقة لا تهدد جيرانه. وحذر في الوقت نفسه من زيادة المشاعر المعادية لأميركا في المنطقة، مشدداً على ضرورة ألا يكون العرب اعداء لأميركا. ورداً على سؤال قال المعشر انه لا يعتقد ان اعتراف العراق باسرائيل ينبغي ان يكون في مقدم أولويات بغداد بعد انتهاء الحرب، واضاف ان الحديث عن ذلك الآن ليس واقعياً، فالعراق لا يزال دولة تحت الاحتلال. وبالنسبة الى من يحكم العراق في المستقبل قال: "ينبغي ان تكون الحكومة ممثلة لفئات الشعب العراقي وباختياره الحر"، موضحاً انه اذا تم السماح للعراقيين بذلك فإنهم سيختارون الذين ظلوا داخل العراق وليس الذين كانوا في المنفى، فقد عانت المجموعة الأولى مثل بقية العراقيين "ولندع العراقيين يقولون لنا من يريدون ان يحكمهم". وعن "خريطة الطريق" رحب الوزير الأردني بإعلانها امس، وقال ان الأردن كان من أول المؤيدين لها لأنها تمثل اطاراً جيداً لحل النزاع. ولكنه طالب اميركا باتخاذ خطوات رئيسية للضغط على اسرائيل لأن "هذه الوثيقة لن تحقق النجاح من دون مساعدة اميركا والمجتمع الدولي والعالم الغربي". واكد ايضاً ضرورة تنفيذ اسرائيل لالتزاماتها وفقاً للخطة، خصوصاً بالنسبة الى وقف سياسة المستوطنات والنشاط الاستيطاني. وخصص الوزير الأردني جانباً مهماً من خطابه للحديث عن مستقبل الشرق الأوسط، والحاجة الى ادخال اصلاحات سياسية واقتصادية واسعة في المنطقة، ولكن "ينبغي ان تنمو هذه الديموقراطية داخلياً ولا تكون مفروضة من الخارج".