نشر دانيال فاليرا ماسح الاحذية الرسمي لنجوم كل مهرجانات كان السينمائية مذكراته آملاً في "اعادة الرونق الى هذه الحرفة المنسية". فمنذ عشر سنوات، يقوم دانيال، وهو ابن عامل بناء ايطالي، بتلميع أحذية ألمع المشاهير الذين يسيرون على السجاد الاحمر الذي يغطي درج قصر المهرجانات في مدينة كان التي تستضيف اكبر تظاهرة سينمائية فرنسية. ويروي دانيال في كتاب "ماسح أحذية مهرجان" منشورات تورنوفر ألف نكتة عن مهنة تثير الازدراء بقدر ما تثير تنافساً حاداً. ويقول واضع الكتاب ان "مسح الاحذية يمكن ان يتحول الى عمل مثير ومتعة حقيقية لا يرغب المفتون بها في ان يشاطره فيها احد". ويقول ان الممثل الفرنسي كلود براسور "لا يسمح لأحد بالاهتمام بأحذيته"، شأنه شأن الممثل والمخرج الفرنسي فرنسيس بيران الذي اعترف له بأنه يقوم بمسح أحذية المقربين منه للترويج عن نفسه. ولا يزال ماسح الأحذية الذي يعمل ايضاً في شكل دوري في مطار نيس يتذكر "اللحظة السحرية" التي جلس فيها المؤلف الموسيقي اينيو موريكوني أمامه على المقعد ليمسح له حذاءه. ويقول: "فيما كنت اقوم بمسح الحذاء كنت ادندن بلا قصد لحني المفضل الذي هو من تأليفه. ثم لاحظت ان زبوني يرافقني في الغناء". وعرض دانيال فاليرا العام الماضي خدماته على الممثل المغاربي الأصل جمال دبوز الذي بدا محرجاً ثم رفض قائلاً: "لا، لا احب ان يمسح لي احد حذائي. اضافة الى ذلك انا لا أنتعل الا احذية رياضية". ويتابع فاليرا: "لقد شرحت له انها مهنة حقيقية ... فعاد جمال في اليوم التالي وهو يضع حذاء حقيقياً كان الاول له من هذا النوع. ولم يكتف بالخدمة التي قدمتها له بل اراد ان اعلمه كيفية تنظيف الحذاء باستمرار". في المطار، يحدد دانيال سعر مسح الحذاء بسبعة يورو. في المهرجان، يترك لزبائنه تقدير ما يستحق. ويقول: "احصل على ما يتراوح بين 10 و50 يورو عن كلحذاء. واحدى المرات ترك لي منتج سينمائي مبلغ 200 يورو".