ألقى رجال الدين الشيعة بظلالهم على حرم جامعة البصرة في جنوبالعراق والتي اعيد فتح جزء منها بعد شهرين من الاقفال، حيث توقع طلاب توجيه تعليمات مشددة تدعو إلى الالتزام بالزي الإسلامي واحترام تعاليم الدين. وأفاد العديد من الشهادات التي جمعتها وكالة "فرانس برنس" عن توجه ممثلين عن كبار رجال الدين الشيعة إلى دوائر جامعة البصرة، لإعطاء تعليمات للطلاب، بعضها يطالب الرجال باطلاق لحاهم، والامتناع عن ارتداء الجينز، ويحض النساء على ارتداء الحجاب ويسعى لإقناعهن بأن مكانهن ليس في الجامعة. وقال طالب في الهندسة في قسم الميكانيك غاضباً: "انهم يطلبون حتى من المسيحيات ارتداء الحجاب. لا افهم لماذا يترك الجنود البريطانيون رجال الدين يفرضون مطالبهم على الجامعة". وأضاف هذا الشاب بسخرية بعدما امتنع عن ارتداء الجينز: "نحن أمام صدام جديد". وأكد ان زميلاته الثماني عشرة خشين جميعهن العودة الى الجامعة. وأقر أحمد راضي، العضو في لجنة الطلاب التي شكلت بسرعة لاستقبال الطلاب، بأن رجال دين شيعة أتوا الى الجامعة، لكنه نفى أنهم يريدون التأثير في سلوك الطلاب. وقال: "يجب ألا ننسى أن غالبية العراقيين من الشيعة". وندد الطالب في علوم الأحياء نبيل حسين باللجنة، معتبراً أن أعضاءها "ناشطون في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"، أبرز حركة شيعية في العراق. وشدد الطالب على ضرورة "بقاء السياسة والدين خارج الجامعة". ورأى الاستاذ في علم الاجتماع حسين البدري أن "كارثة ستحصل إذا فرض رجال الدين آراءهم في الجامعة. إنهم أقوياء جداً وسيسيطرون على الجامعة، في حال دخلوا الحكومة". لكن هذه الظاهرة لم تفاجئ عميد كلية الهندسة الميكانيكية أمين العيداني الذي رأى أن من الطبيعي ان تسعى منظمات سياسية أو دينية إلى الحلول محل حزب "البعث". وأضاف: "سنشاهد رجال دين وأشخاصاً آخرين يحاولون فرض نفوذهم في أروقة الجامعة، لكنني لا اعتقد أنهم سيصلون الى غاياتهم. انهم غير مثقفين، ولا اعتقد ان الطلاب سينساقون وراءهم، وإن غابت الطالبات اليوم فذلك عائد الى انعدام الأمن". وفي أروقة الجامعة كانت كل الطالبات يرتدين الحجاب، فيما كان القسم الأكبر منهن غير محجبات قبل الحرب. قالت رزان إبراهيم وشعرها الطويل يتدلى على كتفيها: "أنا حرة، أن أضع الحجاب أو لا. ولكنني سأضعه في مثل هذه الظروف". وأضافت رزان، الطالبة في قسم اللغة الانكليزية: "انهم هنا وأخشى ان يضعوا قواعد جديدة". ومنذ عودة رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" محمد باقر الحكيم إلى العراق، انتشرت ملصقات تحمل صوره، وبدأ الناس يتساءلون حول نياته. وبعد أسابيع عدة من عمليات النهب، يعتبر سكان البصرة ان أفضل طريقة لتفادي تعرض سيارتهم للسرقة هي وضع صورة بارزة للحكيم على السيارة، لأن اللصوص لن يجرؤوا في رأيهم على سلب ممتلكات أعضاء المجلس.