بدأت محادثات السلام التي تجرى كمحاولة أخيرة بين الحكومة الأندونيسية والمتمردين الانفصاليين من إقليم آتشيه في طوكيو أمس في وقت أفرجت الشرطة عن خمسة من مسؤولي المتمردين كانت احتجزتهم وهم في طريقهم لحضور المحادثات. وتتيح المحادثات بصيصاً من الأمل في إمكان تجنب جولة أخرى من الحرب في المنطقة التي تقطنها غالبية من المسلمين حيث تواصل أندونيسيا تعزيز قواتها استعداداً لأكبر عملية عسكرية في عقود. ورفض الموفدون إلى المحادثات التي تمثل محاولة أخيرة لإنقاذ اتفاق السلام أن يدلوا بأي تعليقات للصحافيين أثناء توجههم إلى مقر عقدها في وسط طوكيو. وقال زعيم "حركة آتشيه الحرة" الانفصالية محمود مالك في وقت سابق إن من غير المرجح أن تمضي المحادثات قدماً ما لم يفرج عن خمسة من زملائه. وقضى الوسطاء جانباً كبيراً من النهار وهم يترددون جيئة وذهاباً بين الجانبين. وكان خمسة من مسؤولي المتمردين اعتقلوا أول من أمس في العاصمة الإقليمية باندا آتشيه على بعد 1700 كيلومتر شمال غربي العاصمة جاكرتا أثناء توجههم لحضور محادثات طوكيو. وقال سيد حسيني الناطق باسم شرطة آتشيه إنهم أُطلقوا لكن لم يوضح هل سيسمح لهم بمغادرة الإقليم لحضور المحادثات. وأضاف أن الرجال يحقّق معهم بمقتضى لوائح مكافحة الإرهاب الصارمة ويمكن احتجازهم ثانية إذا اقتضت الضرورة. وعلى رغم أن المحادثات بدأت في النهاية إلا أن فرص التوصل إلى حل وسط تبدو ضئيلة إذ إن "حركة آتشيه الحرة" غير مستعدة للتخلي عن مطلبها للاستقلال في حين أن الحكومة مستعدة فقط لمنح الإقليم حكماً ذاتياً وتريد من المتمردين أن يتخلوا عن أسلحتهم. وزادت الحكومة القوات المسلحة والشرطة في الإقليم الغني بالموارد الطبيعية إلى أكثر من 45 ألفاً من 38 ألفاً في الأسابيع القليلة الماضية. وقال قائد القوات المسلحة إنه في انتظار الأوامر لشن هجوم. وفي ميناء قريب من بلدة لهوكسيماو نزلت إلى الشاطئ كتيبة جديدة من القوات الأندونيسية أمس مدعومة بعشر عربات برمائية وهي جزء من الاستعدادات لشن هجوم على المتمردين. وتبدو القوات الأندونيسية عازمة على توفير الأمن في المنطقة المحيطة بلهوكسيماو وهي جزء من المنطقة التي تضم حقول الغاز التي تقوم بتشغيلها شركة "آكسون موبيل" الأميركية.