منع الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر قياديي حزب البعث الذي كان حاكماً في العراق أمس، من العمل في القطاع العام، في قرار يطاول بين 15 وثلاثين ألف موظف. وقال مسؤول في مكتب اعادة الأعمار والمساعدة الانسانية بعد صدور مرسوم لبريمر في هذا الشأن ان "خطر هذا المنع اقل بكثير من خطر عدم منع البعثيين من شغل مناصب في العراق بعد الحرب". ويحظر المرسوم ايضا تعليق صور صدام حسين في الاماكن العامة والمباني الحكومية. واضاف انه سيتم التحقيق مع البعثيين المتهمين بارتكاب جرائم وعند الضرورة اعتقالهم أو وضعهم قيد الاقامة الجبرية. وقال مسؤول مدني كبير ان مسؤولي الادارة المدنية الذين نصبتهم الولاياتالمتحدة سيتولون فرز كبار أعضاء حزب البعث وقد يمنعون ما بين 15 ألفاً و30 ألفاً من الموالين لصدام حسين من تقلد مناصب عامة. وقال مسؤولان كبيران في مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية الذي يدير العراق الى ان يجرى تنصيب ادارة عراقية موقتة للصحافيين، انهم يدركون مخاطر عملية الفرز في مجتمع ينتمي فيه نحو 700 ألف شخص الى الحزب الذي حكم العراق اكثر من 35 عاما. وقال مسؤول بارز: "علينا ان نعترف ان التخلص من آثار حزب البعث ستسفر عن بعض القصور في ادارة شؤون الحكومة. نفهم ان ذلك ثمن نحن مستعدون لدفعه لكي نضمن اننا محونا مبادئ البعث من المجتمع العراقي". وكان الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الاميركية اعلن الاحد الماضي حل حزب البعث ودعا العراقيين الى تسليم وثائق الحزب وممتلكاته. وقال المسؤولون عن الادارة الذين عينتهم وزارة الدفاع الاميركية ان احد المخاطر الاخرى هو ان عملية الفرز التي ستبدأ اليوم السبت لن تكون شاملة بما يكفي. وقالوا ان بعض البعثيين ربما يحتفظون ببعض الوظائف الكبيرة ولن يتم عزلهم منها الا لاحقاً عندما تظهر أدلة على انتمائهم الحزبي. وستشمل عملية الفرز المقابلات المباشرة وادلاء عراقيين آخرين بالشهادة والاستعانة بالسجلات العامة والرسمية. وسيتم التحقيق مع كبار الاعضاء الذين يشتبه في تورطهم في جرائم وسيوضعون رهن الاقامة الجبرية في منازلهم. ويعرض المرسوم الذي أصدره بريمر تقديم مكافآت مقابل المعلومات التي تؤدي الى اعتقال كبار اعضاء البعث. وقال المسؤولون ان بعض كبار اعضاء حزب البعث المستهدفين الذين يشغل الفان منهم مناصب كبيرة في الوزارات تركوا مناصبهم بالفعل ما يحد من عدد الذين يجب اخضاعهم للفرز. وأوضح مكتب إعادة الاعمار ان القضاة واساتذة الجامعات ومديري المستشفيات سيتم ايضا فرزهم. وقال مسؤول: "ندرك ان هذه لن تكون عملية منظمة للغاية"، لكنه لم يستطع توقع موعد امكان اعلان العراق خالياً من المبادئ البعثية. وقال المسؤول ان محاولات الموالين لحزب البعث اعادة تجميع صفوفهم ربما تكون وراء "بعض المشاكل الامنية التي تعاني منها بغداد ومدن عراقية اخرى ولكن ليس كل تلك المشاكل. بعض جيوب البعثيين الصغيرة نظمت صفوفها في ما يمكن ان اسميه عصابات جريمة". على صعيد آخر، اعلنت القيادة الاميركية الوسطى أمس ان القوات الاميركية القت القبض على عادل عبدالله مهدي الدوري التكريتي الوارد اسمه في لائحة المسؤولين العراقيين ال55 المطلوبين. وتم اعتقال مسؤول حزب البعث في محافظة ذي قار خلال عملية في الدور في شمال بغداد، وهو الرقم 33 في اللائحة الاميركية للمطلوبين. وبذلك يصل الى 23 عدد المسؤولين العراقيين الملاحقين الذين القت القوات الاميركية القبض عليهم منذ الاطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين في التاسع من نيسان ابريل الماضي.