جاءت خطب الجمعة الاولى بعد تفجيرات الرياض متوافقة مع موقف الشارع السعودي ورغبات الحكومة، وحذر الائمة وخطباء المساجد في السعودية من "الاعمال الاجرامية والارهابية غير المبررة"، وتعرضوا الى "الغلو وفكر الخارجين عن الدين الاسلامي"، ودعوا أولياء امور الشباب الى تحصين ابنائهم ضد الافكار الهدامة وحماية النشء من الافكار المضللة المكفرة للآخرين. وتوالت حملات الاستنكار في المساجد والدعوة الى تجريم مثل هذه الاعمال الارهابية أثناء خطب صلاة الجمعة امس، ووُصف منفذو الهجمات بأنهم "فئة من الانتحاريين الذين يحملون افكاراً متطرفة ودخيلة على المجتمع السعودي المسلم". وفي مكةالمكرمة قال رئيس مجلس الشورى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد ان "حادث التفجير الآثم الذي وقع في عاصمة البلاد الغالية نوع من هذا الاجرام والابتلاء". واضاف ان "الامتحان الحقيقي والبراعة الفائقة ليست في وقوع حوادث العنف المدبرة المدمرة، ولكن في مواجهة النتائج وصحة المواقف وذلك يحتاج الى وقفات وتأملات". واشار بن حميد الى ان "أولى هذه الوقفات تجريم الحدث فهو اعتداء وعدوان وقتل وترويع وتدمير وخراب وإزهاق للنفوس وسفك لدماء معصومة. انه مسلك رخيص فاضح وشذوذ وعدوان واجرام دافعه استيطان افكار مضللة وآراء شاذة ومبادئ منحرفة في خطوات تائهة ومفاهيم مغلوطة". واعتبر ان "اساليب العنف لا تهزم القيم الكبيرة ولا تقوض المنجزات السامقة ولا تحرر شعباً وتفرض مذهباً ولا تنصر حزباً. ان العنف والارهاب لا يمكن ان يكونا قانوناً محترماً او مسلكاً مقبولاً، فضلاً عن ان يكونا عقيدة او ديناً". ودعا الى "فتح ابواب حوار صريح شفاف يقوده علماء الامة من جميع الاطراف حتى تصل الامة بابنائها الى ساحة الامن الفكري الوسطي في التدين والمنهج والخطاب". الى ذلك استنكر نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ محمد بن ناصر الخزيم التفجيرات، وما نتج عنها من اخلال بالامن وقتل الابرياء وتدمير الممتلكات وترويع للسكان، مؤكداً ان "هذا الامر لا يقره شرع ولا دين ولا يتعاطف معه عاقل او مصلح". وقال في تصريح لوكالة الانباء السعودية ان "من الثابت ان الاسلام حرم الاعتداء على النفس والمال واكد تحريم القتل بغير حق ومن فعل ذلك فقد ارتكب كبيرة من الكبائر". واكد ان "هذا العمل حرام ويؤدي بصاحبه الى النار إذ فيه قتل للابرياء بغير حق وتخريب لمقدرات الامة"، مشيراً الى ان هذا العمل "دخيل على المجتمع الاسلامي عموماً والمجتمع السعودي خصوصاً". كفتارو ودعا مفتي الجمهورية السورية احمد كفتارو أ ف ب، علماء الامة ودعاتها الى ادانة التفجيرات في السعودية لانها "غير أخلاقية وتسيء الى الدين الاسلامي". واستنكر كفتارو في بيان صادر عن مكتبه، التفجيرات "التي تسيء الى الاسلام وتشوه صورته الحقيقية وتأتي متناقضة مع التعاليم التي جاء بها من الرحمة والتآخي وتواصل الحضارات التي هي من ركائز الاسلام". وطالب "علماء الامة ودعاتها ان يدينوا كل ما يشوه صورة حضارتنا وديننا". وفي بيروت، دان خطباء الجمعة في مساجد بيروت والمناطق، التفجيرات، وقال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان: "لسنا مع الارهاب وندينه بكل اشكاله وأنواعه ونرفض ممارسته ونستنكر بشدة ما جرى في السعودية. وهذا الموقف ليس اكراماً لأميركا ولا خوفاً منها ولكن التزاماً بديننا وعقيدتنا وإسلامنا الذي لا يقر مثل هذه الممارسات". وتوقف السيد محمد حسين فضل الله في خطبته عند "مشكلة التعصب والجمود والتخلف بعيداً عن الاجتهاد المنفتح على مقاصد الشريعة ودراسة الواقع في سلبياته وايجابياته، وهذا ما نتمثله في اعتبار العنف وسيلة للوصول الى الاهداف من دون دراسة للنتائج في الواقع، ما يؤدي الى ايقاع المسلمين في اكثر من مشكلة سياسية واقتصادية وأمنية. لا سيما عندما يُستهدف المدنيون الذين لا علاقة لهم بالهدف السياسي الذي يواجهونه كما حدث في 11 ايلول سبتمبر في اميركا وفي الرياض اخيراً". ودان السيد محمد بحر العلوم تفجيرات الرياض، ووصف منفذي الهجمات في بيان اصدره من مقره في النجف بأنهم "زمرة باغية تهدف الى نشر الارهاب والتعصب وبث روح الضغينة والاستهتار بقيمة الدم الانساني". واضاف: "نقدم احر التعازي الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز وحكومة السعودية والشعب السعودي الكريم واهالي الضحايا، ونؤكد رفضنا هذا النهج الارهابي العدواني تجاه الآخرين".