أكد ل«عكاظ» عدد من العلماء أن ما تقوم به الجماعات الإرهابية الضالة، وعلى رأسهم تنظيم ما يسمى ب«داعش»، نتيجة لتسمم أفكارهم وعقولهم وحقدهم الشديد على بلاد المسلمين، وعلى رأسها المملكة. وقال عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد: «إن ما حدث اعتداء آثم وفعل طائش وإجرام صارخ يصب في هذا المسلك الضال، إنه اعتداء وعدوان وقتل وترويع وإشاعة للفوضى من أجل اختلاط الحابل بالنابل والتدمير والتخريب، وإزهاق لنفوس محرمة وسفك لدماء معصومة، كما أنه مسلك رخيص وفاضح وشذوذ وعدوان وإجرام، دافعه استبطان أفكار مضللة وآراء شاذة ومبادئ منحرفة، في خطوات تائهة ومفاهيم مغلوطة». من جانبه، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي أن أمن هذه البلاد راسخ البنيان عميق الجذور، لا يهزه كيد المفسدين والمرجفين؛ لأن هذه الأعمال الشنيعة والأفعال التخريبية وإزهاق الأرواح المعصومة توفر الدواعي والأسباب والهمم لمحاصرة الفساد وأهله وإطفاء نار هذه الفتنة المدمرة، والولاة والعلماء والمواطنون هنا يقفون في خندق واحد ضد كل فكر منحرف يهدد دين الأمة ومصالحها واستقراره. امن جهته، قال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: «التفجير الذي طال مسجد قوات الطوارئ في أبها استهداف للأمة بشكل كامل، فضلا عن استهداف ارتباط الناس بالدولة ووحدة المجتمع، ثم استهداف بالوسيلة وهي تفجير المسجد»، مؤكدا أن هذه الأعمال مرفوضة ومنكرة بجميع المقاييس، فدين الإسلام لا يقر هذا في أي مذهب من مذاهبه، ولا في أي قول من أقوال علماء أو فقهاء جميع المذاهب الإسلامية، بل إجماع العلماء على ما دلت عليه الشريعة ودلائل الكتاب والسنة أن هذا الفعل فعل محرم، وفوق الحرمة هو كبيرة وجريمة، وأيضا محرم مضاعف لكونه في بيت من بيوت الله تعالى، وهذا نقرره بإدانة هذه الجريمة النكراء والتفجع الكبير أن يكون هذا التفجير موجها للمصلين الذين قدموا للمسجد للصلاة، وأن يكون بتفجير المسجد عليهم، وبين أن من أهداف هذه الأعمال تشويه صورة الإسلام، وتشويه صورة الشريعة الإسلامية حتى لا ينتشر الإسلام في العالم. من جانبه، شدد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور علي بن عباس الحكمي على أن تفجير مسجد قوات الطوارئ الخاصة في أبها جريمة نكراء وعمل وحشي همجي لا يقدم عليه إلا من باع دينه وفقد إنسانيته، والمقصود منه واضح، وهو إثارة الفتنة في هذا المجتمع المتماسك الآمن، فإن أشد ما يغيظ الأعداء من المجوس الحاقدين والخوارج المارقين هو ما يرونه في هذه البلاد من الأمن والاستقرار مع محاولاتهم الشريرة المتكررة للنيل منه ولم يفلحوا ولن يفلحوا بحول الله وقوته، فهذه الأعمال الإجرامية الخبيثة المكشوفة لن تزيد أبناء هذا البلد الطيب إلا تآلفا وتعايشا وقوة في وجه كل عدو مخادع بائع نفسه للشيطان.