في الوقت الذي يعاد ويكرر الى متى؟ عرض الأفلام التجارية و"الجماهيرية" نفسها على شاشات التلفزة العربية، تكاد القناة الأولى في شبكة "أوربت" تتفرد بإمعانها في عرض الجيد والمفاجئ من الأفلام العربية - من مصرية وغير مصرية - بما في ذلك الأفلام التي يحول تميزها دون العثور على مكان في خريطة عروض الصالات. وآخر انجازات هذه القناة المتميزة في هذا المجال، عرضها فيلم "الأبواب المغلقة" لعاطف حتاتة، عرضاً تلفزيونياً أول. وأهمية فيلم "الأبواب المغلقة" الذي قدمته القناة الأولى في شبكة "أوربت" تنبع من جملة عوامل أبرزها كونه شكل بحق وباعتراف النقاد والمتتبعين شهادة ميلاد مخرج، ومن بين هذه العوامل كذلك أن عاطف حتاتة ومن خلال "الأبواب المغلقة" لم يفرض نفسه كمخرج فقط، بل كمخرج يمتلك رؤية معينة ويصر على بلورتها بوسائط سمعية بصرية وبلغة سينمائية ذات خصائص وذات مضمون يضرب في صلب هموم عامة الناس واهتماماتهم من حيث اشتغاله على "تيمة" الإرهاب وعنف الجماعات المتطرفة. هذه الرؤية وهذه الخصائص التي طبعت أسلوب عاطف حتاتة من خلال فيلمه الأول لم تأت من فراغ، فهو يعتبر نتاج مدرسة يوسف شاهين وامتداداً طبيعياً لها وجرّاء اشتغاله لفترة معينة إلى جانب يوسف شاهين. كذلك من بين أهم العوامل التي تؤكد أهمية "الأبواب المغلقة" حصول سوسن بدر التي لعبت دور البطولة فيه أمام الفنان محمود حميدة على ثماني جوائز، محققة بذلك تفوقاً على ذاتها وعلى الأدوار التي سبق أن تقمصتها في الكثير من الأفلام، كما انتزعت التألق بهذا الدور كأحسن أداء نسائي في مسابقات ومهرجانات متحدية بذلك منافسة نخبة من أبرز نجمات السينما المصرية. وفي تعليقها للصحافة عن حجم هذا التتويج الذي حصلت عليه، تؤكد سوسن بدر أنها لم تنشغل بالجوائز وأن كل اهتمامها كان منصرفاً إلى تمثيل جوهر الشخصية والإلمام بجزئياتها: "أنا لن أتحدث كثيراً عن هذه الجوائز ولكن يكفيني أن هذه الجوائز هي شهادة تقدير علي أدائي المتميز والمختلف للشخصية التي قدمتها في الفيلم". وعن طبيعة الدور الذي جسدته كأم لإرهابي، أو بالأحرى لشاب مراهق تتمكن الجماعات الإرهابية من تجنيده لحسابها، تقول: "شخصية الأم تشبه ألوف السيدات المسحوقات الباحثات عن عمل شريف في ظل ظروف وأوضاع اقتصادية معيشية صعبة ويقع ابنها في براثن الإرهاب من طريق تجنيده وهو في سن المراهقة ولا يدري من أمره شيئاً".