عندما تذهب الجائزة الى صاحبها الحقيقي، يسعد هو ويجاريه في شعوره البسطاء من الناس. وهذا ما حدث عندما نالت الفنانة سوسن بدر جائزة افضل ممثلة، ثلاث مرات، عن دورها في الفيلم الأول للمخرج عاطف حتاتة "الابواب المغلقة"، في مهرجانات سالونيك، والمهرجان القومي للسينما المصرية، ومهرجان معهد العالم العربي في باريس. وتعد بدر واحدة من الممثلات اللائي اخترن طريق التمثيل للتمثيل، لذا احتلت مساحات في قلوب جمهورها التلفزيوني، كأنها فرد من كل أسرة مصرية. وتقول: "أنا بسيطة، أعمل وأجتهد من أجل تقديم أدوار قريبة من الجمهور، ولا يهمني هل تحقق جوائز أو لا. فأنا يحكمني الجيد والقريب من الوجدان، لأن ذاكرة الجمهور دئماً لا تنسى". وكانت لسوسن بدر مشاركات سينمائية في أفلام "حبيبي دائماً" و"سلام يا صحبي" و"ليالي الصبر" و"شمس الزناتي" الا ان "الابواب المغلقة" يشكل الآن بالتأكيد انعطافة جديدة في حياتها الفنية. "الحياة" التقتها وطرحت عليها عدداً من الاسئلة لمناسبة حصولها على الجوائز الثلاث: في البداية سؤال تقليدي: هل كنت تتوقعين جوائز عن دورك؟ - لم أكن اتوقع جائزة واحدة فكيف اتوقع ثلاثاً عن فيلم واحد؟ فأنا طيلة مسيرتي الفنية لم أركز قط على مسألة الجوائز، وانما على عملي وكيف أقدم الشخصية التي اؤديها سواء في فيلم أو في عمل تلفزيوني. هل ترين ان حصولك على الجائزة تأخر؟ - الاجابة صعبة، لأنني قد لا أكون قدمت من قبل الشخصية التي استحق عليها جائزة، لكنني الآن سعيدة بالجوائز الثلاث. اجابتك قد يكون من شأنها ان تنفي تهمة سوء النية عن لجان تحكيم مهرجانات سابقة، مثلاً؟ - ما أقوله هو الحقيقة، لأنني فعلاً اعتقد أنني لم أقدم من قبل الدور الذي استحق عليه جائزة، اذ يستحيل على الممثل ان يقدم دائماً ومن دون توقف أدواراً يستحق عليها جوائز إلا إذا كان خارقاً وعبقرياً. يلاحظ أن اعمالك السينمائية قليلة بالمقارنة بعملك التلفزيوني؟ - لا أعرف السبب. ولكن قد يكون ما يعرض علي من أعمال سينمائية غير جيد. فعندما تعرض علي أعمال جيدة اوافق فوراً. واخبرك انني انتهيت اخيراً من فيلم "ديل السمكة" الذي كتبه وحيد حامد واخرجه سمير سيف. وعموماً أنا يحكمني الدور الجيد لا مجرد الوجود الفني، سواء السينمائي أو التلفزيوني أو المسرحي. ما الدوافع التي جعلتك توافقين على بطولة فيلم "الابواب المغلقة"؟ - لا سبب غير فني. فقد اعجبت بالشخصية التي اؤديها، وهي سيدة من الطبقة الفقيرة تعمل خادمة في البيوت ولديها ابن في سن المراهقة وتعيش معه التغيرات النفسية والهرمونية من خلال المتغيرات الدولية التي بدأت عام 1990 وتأثيرها في المجتمع. ما الذي يجمع بينك وبين شخصيتك في "الابواب المغلقة"؟ - تضحك انا امرأة عاملة، وعندي ابنة في سن المراهقة واتعامل معها بحب واراقبها من بعد واعيش معها التغيرات التي تحدث في المجتمع، و"بعدين" الزمن قاسي... و"احنا عايشين في طاحونة". هل تعتقدين ان اختيار صُناع السينما ابطال افلامهم يرجع الى أسباب فنية أو ان هناك أسباباً أخرى؟ - سؤال صعب علي. انا فنانة اعشق فني ولا أفهم في صناعة السينما. لكن هناك بالتأكيد اختيارات صادقة وتحقق نجاحاً جماهيرياً ونقدياً. وهنا انتهز المناسبة لاشكر كل النقاد الذين استقبلوا فوزي بالجوائز باشادة كبيرة. وانا فعلاً سعيدة جداً بالجوائز، لكنني لاحظت ان الناس البسطاء في الشارع أيضاً فرحوا لي، واعتقد أن هذا مرده الى انني على مدى سني عمري جمعت رصيد حب لدى الناس، ما أحدث لديهم رد فعل مفرحاً ومبهجاً. هل هذا يرجع الى أنك لم تقدمي أدواراً تخدش الحياء؟ - الفن ليس خدشاً للحياء، هو ترفيه وثقافة، وليس من سبب يجعلني اقدم مثل تلك الادوار. فأنا أدقق جيداً في ما اقدمه. وأرى أن الادوار "الخادشة" ليست فناً، و"همي" الأول أن أقدم فناً محترماً. ما جديدك الفني؟ - استعد الآن لتصوير دوري في مسلسل "اوان الورد" من بطولة محمود عبدالعزيز ويسرا وايناس مكي وعن سيناريو وحوار لوحيد حامد، ومن اخراج سمير سيف، وسيعرض في رمضان المقبل. واعتقد أنه سيكون من الاعمال الفنية المهمة، لأنه يتناول قضايا ساخنة مطروحة على الساحة المصرية.