عاودت القوات الأميركية أمس فتح نقطة العبور قرب الموصل على الحدود بين العراق وسورية أمام التجارة، في حين أعلن مسؤول في "المؤتمر الوطني العراقي" العثور الأسبوع الماضي في مدينة الحلة جنوببغداد على رفات 15 ألف قتيل من ضحايا النظام السابق في مقابر جماعية. وقتل عسكريان من "المارينز" بانفجار عبوة كانا يقلبانها في "كامب شستي" في العراق. وأكد وزير الخارجية الأميركي كولن باول في عمان أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني مروان المعشر أن الولاياتالمتحدة باقية في العراق إلى حين "ترتيب كل الأوضاع السياسية والاقتصادية ومأسسة نظام متكامل يمثل كامل النسيج العراقي"، فيما قال المعشر أنه ناقش مع باول "تشكيل حكومة عراقية تمثل شرائح المجتمع كافة والفصائل السياسية بأسرع وقت ممكن". ومن بروكسيل دعا رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال ريتشارد مايرز أمس دول الحلف الأطلسي الى الانضمام للولايات المتحدة وبريطانيا للمساعدة في تحقيق استقرار الوضع في العراق، ووضع الأسس السليمة لمستقبله. وأشار الى أن واشنطن لا ترغب في تكرار مشهد وقوف فرنسا وألمانيا في صف المعارضين لقرار من مجلس الأمن، يسمح بتوجيه ضربة عسكرية الى العراق. ويلتقي الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر في بغداد اليوم أعضاء الهيئة القيادية للجنة التنسيق والمتابعة المنبثقة من مؤتمر المعارضة، واستبعدت مصادر اعلان أي تشكيلة حكومية موقتة قبل انعقاد المؤتمر الوطني الموسع نهاية الشهر، والذي سيكون بمثابة جمعية وطنية تأسيسية. وعزلت الإدارة الأميركية أمس مدير وزارة الصحة في بغداد بعدما رفض انتقاد حزب "البعث" علناً. وفي أربيل أ ف ب أكد مسؤول كردي ان مكتباً للاستخبارات الايرانية في دهوك شمال العراق "اغلق في الثامن من أيار مايو بطلب من السلطات التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني". وقال سكرتير "اتحاد ثوار كردستان" حسين يزدنبانه ان المكتب "كان تابعاً لوزارة الاطلاعات الاستخبارات الايرانية". واعتبر ان هذه الخطوة "طبيعية في ظل المستجدات في العراق وسيطرة الولاياتالمتحدة على الاوضاع، وسعيها الى منع تدخلات اقليمية". واوضح ان ايران "ظلت تحتفظ بأكثر من ثلاثة مكاتب في المدن الكبرى في شمال العراق، منذ اكثر من سبع سنوات، وتلك المكاتب لم تكن تمثل الحكومة الايرانية في المنطقة بل يمارس العاملون فيها نشاطات اخرى، مثل مراقبة الاوضاع والتجسس على المنطقة وسكانها". وذكر ان "الاحزاب الكردية العراقية لم يكن بإمكانها في الفترة الماضية التصدي للايرانيين، ولكن لن يتسنى للايرانيين دخول شمال العراق، ومكاتبهم في المنطقة ستغلق تدريجاً". وتابع ان الولاياتالمتحدة طلبت من الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني "عدم السماح للمسؤولين الايرانيين بدخول شمال العراق". في غضون ذلك، علمت "الحياة" أن قيادات كردية تسعى لدى سلطات "التحالف" من أجل اطلاق نائب الرئيس العراقي السابق طه محيي الدين معروف الذي اعتقلته قوات "التحالف" قبل أكثر من أسبوع، باعتباره على قائمة المطلوبين من أركان النظام السابق. وأفادت صحيفة "الاتحاد" الناطقة باسم الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني، ان كريمات الرئيس المخلوع صدام حسين ترغبن في اطلاع قوات "التحالف" على مكانهن. ونقلت عن مصدر في مكتب الاعلام المركزي للاتحاد ان كريمات صدام "اتصلن بواسطة طرف ثالث بطالباني وطلبن منه حمايتهن، اذ تسعين الى ان تعرفن بأنفسهن لقوات التحالف من خلاله". واضافت ان الزعيم الكردي "أبدى استعداده لاستقبالهن والتوسط لهن لدى التحالف". ولصدام ثلاث بنات هن رغد ورنا وحلا. كما اكد المصدر "عدم استلام طالباني اي رسالة خطية" من صدام خلافاً لما تناقله بعض وسائل الاعلام. مجلس الأمن في نيويورك، يعقد مجلس الأمن اليوم أول جلسة مشاورات رسمية لدرس مشروع القرار الأميركي - البريطاني - الاسباني في شأن مستقبل العراق، ويتوقع أن تقدم الوفود اقتراحاتها وتعديلاتها على المشروع. وقال مسؤول أميركي اشترط عدم ذكر اسمه: "ليس أمامنا وقت ولن ننتظر طويلاً، بل نرغب في طرح مشروع القرار للتصويت الاسبوع المقبل". وتوقع "ادخال تغييرات" فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان السعي الى "توضيحات"، وتوقع تعديلات. واعتبر ان مشروع القرار لا يتطرق الى مسألة أو اثنتين، من دون أن يحددهما.