من أين أبدأ أشعاري وأنهيها كيف الوصول إذا تاهت مرافيها ما كنت أعلم أني صرت في زمنٍ فيه المحب ضعيف حين يبكيها يا من وردت اليها شاكياً عللاً فاستوقفتني وجرحي غائرٌ فيها حتى ندبت طبيباً كي يداويني قال الشرايين ضاقت من سيرويها النيل فيك يجافي منك أوردةً مثل الفرات سنيناً ظل ناسيها يا نيل نبعك هل جفت روافده أم هل منعت فيوضاً كنت تسديها يا نيل كيف تكف المد عن بلدٍ ضمت بنيك وكنت الأمس بانيها من للفرات إذا ما كنت تاركه والأصل من جنة قد جل باريها كم كنت تصنع من جدٍ فترفعنا واسأل ضفافك أم أنكرت ماضيها إن هبَّ منك نسيمٌ فوق باديةٍ دانت اليك وكنت الدهر حاميها فاسأل خصيب هلالٍ عن نسائمه عن طلعة الوغد في أجواء واديها عن باخراتٍ لنا في البحر قد سلبت من ينقذ الفلك أو يعلي صواريها عن قلة الزاد عن أرضٍ مضرجةٍ إشعاع أسلحة الأعداء يشقيها البر شاهد فيها حقل تجربةٍ ذاق الشباب وأطفالٌ مآسيها قالوا نهاجم بغداداً وعلتهم أن السلاح مع الأيام يبغيها هل منعتم بني صهيون أسلحةً لكنهم حزبكم والشأن يعنيها أنتم تريدون أعراقاً مشرذمة أنتم تريدون نفطاً في فيافيها لم يعلموا أن في بغداد ألوية تأبى انطلاق عدوٍ في أراضيها لا تحسبن بني العباس قد ذهبوا هم للعراق إذا ضجت روابيها شأن العراق كبركان وقد خمدت نِيرانه ومجيء الوغد يصليها حتى إذا أكملت في البحر عدته تَصْلي الأوار ولا يرتد باقيها إن القضية أن تفنى حضارتنا وأد العراق ومصر الدور يأتيها يا نيل شعبك إن خارت عزائمه فابعث بمائك شيئاً منك يحييها واقذف بهم هم جحيمٌ حين تبعثهم يغشى الوطيس ولا يخشى مساويها للرافدين ونهر النيل أنسجةً تأبى الفكاك إذا ما ضلَّ ساعيها يا رب أنصر جنوداً أنت وجهتهم أنزل عليهم جنوداً منك تحميها جدة - ايهاب عزت شاعر مصري [email protected]