أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش أمس أن أمام الولاياتالمتحدة عملاً كثيراً في العراق، لكنه أكد أنها لن ترحل من البلد قبل ان تقيم فيه حكومة ديموقراطية. وقال الرئيس الاميركي في ألبوكرك ولاية نيو مكسيكو: "لدينا عمل كثير في العراق، ولسنا هناك منذ وقت طويل، لم يمضِ ستون يوماً على بداية مهمتنا، ومنذ ذلك الوقت لم نتخلص فحسب من نظام كان يهدد امننا ويتخذ من الشعب الاميركي رهينة، ومن نظام كان يعتدي على شعبه، لكننا سنبقى الوقت الضروري حتى نتأكد ان الشعب العراقي يحظى بالأمن الضروري والغذاء الضروري والشروط الضرورية لإقامة حكومة تمثله". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول حذر في القاهرة من أن ظهور حكومة إسلامية في العراق "لن يكون في مصلحة الشعب العراقي أو جيرانه". وقال بعد محادثاته مع الرئيس حسني مبارك: "يجب تشكيل حكومة عراقية تمثل الشعب العراقي بمختلف فئاته، وسيكون من المؤسف قيام حكومة اصولية لا تحترم المبادئ الأساسية للديموقراطية. ما نحاول عمله هو التأكد من اننا نعد زعماء يمثلون كل فئات الشعب". وباشر الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر مهماته أمس بعد وصوله إلى بغداد التي أكدت بريطانيا، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في "التحالف"، ان الوضع فيها "لا يثير الارتياح". وفيما استقبل عشرات الآلاف من العراقيين موكب رئيس "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" محمد باقر الحكيم لدى وصوله إلى مسقط رأسه النجف، اعتقلت القوات الأميركية المديرة السابقة لبرنامج الأسلحة الجرثومية العراقية، الدكتورة رحاب طه الملقبة ب"الدكتورة جراثيم"، وأكد مسؤول دفاعي أميركي اعتقال الرئيس السابق لأركان القوات العراقية ابراهيم أحمد عبدالستار التكريتي الذي يحمل الرقم 11 في قائمة ال55 مطلوباً. راجع ص2 و3 و4. في غضون ذلك، قال مصدر سعودي مأذون له ل"الحياة" إن الرياض ستناقش مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول الذي يزور السعودية اليوم اقتراحات عملية لمعالجة الوضع في العراق، وسبل الاسراع في تشكيل حكومة موقتة في بغداد. وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي امس ضرورة التركيز على استتباب الأمن والاستقرار الاجتماعي في المدن العراقية. وذكر وزير الثقافة والاعلام السعودي فؤاد فارسي في تصريح نقلته "وكالة الانباء السعودية" ان الملك فهد اطلع مجلس الوزراء على طبيعة المشاورات والاتصالات التي جرت بين المملكة وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، وتناولت الأوضاع، خصوصاً العراق وتطورات القضية الفلسطينية. وأكد في هذا الشأن، قدرة أبناء الشعب العراقي على تأمين الخدمات الأساسية وتشغيلها، وسير الحياة اليومية بما يوفر الاستقرار ويضع الأسس الملائمة للترتيبات الرامية إلى تشكيل حكومة انتقالية في العراق، تمهد لانشاء "حكومة دستورية تمثل أبناء شعب العراق وتحفظ وحدته الوطنية وسلامته الاقليمية في اطار سيادته واستقلاله". وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في لندن أمس محادثات مع رئيس الوزراء توني بلير ووزير الخارجية جاك سترو ركزت على موضوعي العراق وعملية السلام في الشرق الأوسط. وعبر الأمير سعود الفيصل عن قلقه من "عدم الاستقرار الذي يهدد أمن العراق ووحدة أراضيه". كما أعرب عن أمله بأن "يهتدي أعضاء مجلس الأمن إلى السبيل الصحيح بالاجماع" بدلاً من "خلافات في الرأي ونقاشات فلسفية". وقال المصدر السعودي ل"الحياة" في الرياض إن المملكة لم تكن راضية عن الاسلوب الذي تتبعه الولاياتالمتحدة في ادارة شؤون العراق بعد الاحتلال، وفي اسلوب البحث عن طرق لتشكيل حكومة عراقية انتقالية. وزاد ان "الاسلوب الاميركي في التعامل مع الأوضاع الحالية في العراق يشير الى عدم وجود فهم سياسي اميركي كاف لطبيعة الاوضاع في البلد، وان ترك مسائل ادارة شؤون العراق للجنرالات الاميركيين لن يؤدي الى استقرار الاوضاع فيه ولا معالجة مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي نجمت عن الحرب وسقوط النظام السابق". وكشف المصدر ان الرياض نصحت أثناء زيارة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد المملكة قبل أسبوعين، بتغيير الاسلوب الاميركي في ادارة شؤون العراق، وقدمت أفكاراً ايجابية في شأن سبل الاسراع في تشكيل حكومة انتقالية، ومعالجة المشاكل القائمة هناك. وتشعر الرياض بارتياح إلى قيام الادارة الاميركية بإحداث تغييرات مهمة في الفريق الاميركي المسؤول عن العراق، وأول هذه التغييرات تعيين بول بريمر حاكماً مدنياً. وترى الرياض ان التفهم الأميركي لوجهة النظر السعودية في شأن الموضوعين الفلسطيني والعراقي سيساهم في اعادة تمتين العلاقات الاميركية - السعودية. وفي حديث الى "الحياة" اجري في بغداد عبر الدكتور عدنان الباجه جي رئيس "تجمع المستقلين الديموقراطيين" عن تشاؤمه بإمكان تشكيل حكومة انتقالية تمثل تطلعات الشعب العراقي. ورأى ان موقف الاميركيين لم يتضح بعد، وقال انه غير خائف على حياته بعد عودته الى العاصمة العراقية. إلى ذلك، أعلنت القيادة الاميركية الوسطى امس ان القوات الاميركية في العراق اعتقلت المديرة السابقة لبرنامج الأسلحة الجرثومية الدكتورة رحاب رشيد طه العزاوي. وقال مسؤول عسكري انها سلّمت الى هذه القوات خلال اليومين الماضيين، فيما ذكرت مصادر ان رحاب ظلت تفاوض على استسلامها بضعة ايام. والعالمة التي لُقّبت ب"الدكتورة جراثيم" ليست مدرجة عى لائحة المسؤولين العراقيين السابقين ال55 المطلوبين لدى القوات الاميركية، لكنها تعتبر شخصية اساسية للتحقق من اسلحة الدمار الشامل. وأوضح مسؤولون اميركيون ان العزاوي التي درست علم الاحياء المجهرية في جامعة ايست أنغليا في بريطانيا وكانت من المسؤولين في حزب "البعث" ادارت البحوث التي اجراها النظام العراقي السابق حول الاستخدام العسكري لعصية الجمرة الخبيثة أنثراكس. وفي تطور آخر، تسلّم رجال قوة شرطة بغداد الجديدة التي شكلتها القوات الاميركية امس اول دفعة من أسلحتهم. سقوط بغداد يوم عطلة في أربيل أ ف ب اصدر برلمان كردستان العراق امس قراراً اعتبر فيه التاسع من نيسان ابريل اليوم الذي سقطت فيه بغداد في أيدي القوات الاميركية يوم عطلة، احتفالاً بسقوط نظام صدام حسين. وصوّت اعضاء البرلمان الكردي على هذا القرار، وآخر يدعو الى سحب قوة حفظ السلام التركية التي تنتشر في شمال العراق منذ العام 1998.