رحبت القاهرة بالمقترحات الخاصة بالشرق الأوسط التي وردت في خطاب الرئيس جورج بوش في جامعة ساوث كارولينا أول من امس. واعتبر وزير الخارجية المصرية أحمد ماهر "اهتمام الولاياتالمتحدة بالمنطقة في حد ذاته شيئاً إيجابياً"، وقال: إن "مصر ترحب برغبة واشنطن في تسوية المشكلة الفلسطينية التي هي المشكلة الأساسية في المنطقة". وأوضح ماهر في تصريحات في مقر الوزارة أمس أن "القاهرة بصدد درس خطاب بوش"، مشيراً إلى وجود علاقات اقتصادية قوية بين مصر والولاياتالمتحدة، وهناك عمل متصل "لتدعيم هذه العلاقات". وكان ماهر بذلك يرد على سؤال عما طرحه بوش من العمل على إقامة منطقة حرة بين بلاده ودول الشرق الأوسط خلال عشر سنوات. وأكد ماهر أن "القاهرة ترحب كذلك بعزم الرئيس الاميركي على العمل على إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل"، معرباً عن اعتقاده بأن "ذلك يمكن أن يتحقق إذا ما التزم الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني خريطة الطريق التي أعدتها المجموعة الرباعية". ومن المقرر ان يبحث ماهر خلال محادثاته اليوم في القاهرة مع منسق الشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا المساعي المختلفة لتنفيذ الخريطة، وهو الأمر نفسه الذي سيكون على قائمة محادثات ماهر مع نظيره الأميركي كولن باول غداً. وأكد ماهر أن الجانب الفلسطيني ملتزم هذه الخريطة بينما الجانب الإسرائيلي ما زال يراوغ، داعياً "الضامن الاميركي" الى ترجمة التزاماته الى مواقف إيجابية لجهة إعلان التزام إسرائيل تنفيذ الخريطة. وطالب ماهر "إسرائيل بالتوقف عن الممارسات التي تلقي بالشك حول حقيقة رغبتها في التمشي مع جهود السلام"، مستغرباً أن تترأس الدولة العبرية مؤتمراً لنزع السلاح مع مخزونها من أسلحة الدمار الشامل، وقال: "فعلاً هذا موقف غريب، لكنها مسائل دورية وليست هناك وسيلة لمنع حدوث ذلك" ف"إسرائيل لا تتعاون مطلقاً في أي موضوع من موضوعات نزع السلاح". وعاد ماهر إلى موقف إسرائيل الغامض من "خريطة الطريق"، وقال: "إن شارون يأتي بتصرفات كثيرة ليس من شأنها أن تساعد على التوصل إلى تسوية".