غاب العداء الأميركي تيم مونتغومري عن المنافسات طوال الشتاء الماضي، واحتجب عن "الميدان" منذ "خطفه" الرقم القياسي العالمي الجديد في نهائي الجائزة الكبرى في أيلول سبتمبر الماضي حين سجل 78،9 ثوان. سبعة أشهر طويلة، جعلته مثار التكهنات والتأويلات عن مدى جدارته وكفايته ليثبّت أقدامه أكثر فأكثر، وتكون الميدالية الذهبية في بطولة العالم آخر آب أغسطس المقبل في العاصمة الفرنسية من نصيبه، فيغيّب "نهائياً" مواطنه موريس غرين حامل الرقم القياسي السابق 79،9 ث. ولم يَرد الحديث عن مونتغومري على مدى سبعة أشهر إلا من خلال تناول قصة ارتباطه بصديقته الأميركية العداءة الأولمبية ماريون جونز التي تنتظر منه "حدثاً سعيداً" بعد أسابيع قليلة، سيبعدها عن مضمار سان دوني الباريسي في مونديال القوى، أو عبر تحليل العلاقة مع المدرب الكندي المغضوب عليه تشارلي فرنسيس منذ أن اكتشفت مساهمته في تغذية مواطنه بن جونسون بالمنشطات القوية المفعول عام 1988. وشوهد مونتغومري الذي كشف أخيراً أن تعرّضه لإصابة خفيفة في فخذه جعلته يتريث طويلاً في إطلاق موسمه بعد الرقم العالمي فضلاً عن انفصاله عن المدرب تريفور غراهام، مرات عدة يتدرب بمعية مستشاره لاعب الوثب الطويل السابق ليلولين ستاركس، وجونز التي كانت تصّور تمارينه بكاميرا فيديو، ليصار إلى مناقشتها لاحقاً لا سيما أنها موجهته الأساسية، و"ملهمة" إنجازاته العام الماضي. الواضح للعيان أن مونتغومري يعاني "مشكلات" عدة، جعلته يؤخر عودته، التي لم تأت جد مثمرة حتى الآن بانتظار مشاركته اليوم في لقاء أوساكا الياباني. ويريد أن يعوّض "إخفاق" لقاء مكسيكو إذا صح التعبير، إذ حلّ ثانياً الأحد الماضي أمام الكندي المغمور نيكولاس ماكروزوناريس مسجلاً 04،10ث في مقابل 03،10ث للفائز. وعزا السبب إلى سوء انطلاقته "خصوصاً أن مكعّب الانطلاق انكسر ولم يكن هناك بديل مناسب"، بينما أعرب العداء الكندي عن سروره البالغ، وقال: "إنه أمر لا يصدق، كنت أشارك في السباقات أمام مئة شخص، ووجدت نفسي على المضمار الأولمبي في مكسيكو وسط مدرجات مكتظة بأكثر من 60 ألف متفرج"، حضروا لمؤازرة عداءتهم آنا غيفارا التي هزمت الأسترالية الأولمبية كاثي فريمان وحطمت أفضل رقم عالمي في ال300م مسجلة 30،35 ثانية. وأضاف ماكروزوناريس "هذا انتصار لا ينسى تحقق أمام حشد خيالي وعلى حساب حامل الرقم القياسي العالمي". وقظم مونتغومري غيظه ضارباً مواعيد جديدة، هي إضافة إلى أوساكا عدد من السباقات الدولية، وسيواجه ضمنها غريمه غرين مرتين في الشهرين المقبلين قبل الموقعة المنتظرة في بطولة العالم، وبالطبع سيدخل على خط المنافسة جوستين غاثلين الذي بات يشكّل الاهتمام الأول للمدرب غراهام، والذي أحرز ثنائية ال60 وال200م في بطولة العالم للقاعات خلال آذار مارس الماضي في برمنغهام. وقبل التعثر في لقاء مكسيكو، الذي ظن مونتغومري أنه سيكون محطة مثالية لظهوره هذا الموسم، كونه المضمار الذي شهد تحطيم عدد من الأرقام القياسية، شارك العداء الواعد في سباق البدل 4 مرات 100م في بنسلفانيا، وأبلى البلاء الحسن، و"ضبط" مدربون خبراء الزمن الذي سجله في ال100م "خاصته" فبلغ 62،9ث ما يبشّر بأرقام جيدة في متناوله، لا سيما "أن حملاً ثقيلاً أنزلته عن كاهلي وهو نتيجة الغياب الطويل، الجميع كان يترقب ماذا سأحقق وأعتقد بأنني أديت المطلوب وأكثر. سيكون الصيف مزدحماً بالمواجهات الحارة من دون شك".