صدر عدد جديد من مجلة "الآداب" متضمناً ملفاً عن "أسئلة الاختلاف الجنسي". وكتب افتتاحية العدد رئيس التحرير سماح إدريس تحت عنوان "اليسار العربي عشية الحرب" ومما قال فيها: "لم ينقسم المثقفون اليساريون العرب على مسألة كما هم مُنقسمون اليوم على المسألة العراقية أكتب هذه الكلمات قبل دقائق، ربما، من الهجوم الاميركي المؤكد على العراق. فحتى قبل حرب الخليج الثانية عام 1991 لم نشهد بيانات يسارية عربية بمثل هذا التناقض في ما بينها، ولا تظاهرات بمثل هذا التشتت داخل الساحة النضالية المحلية نفسها. فمن جهة، ينعت مثقفو "اليسار القومي" ومناضلوه مثقفي "اليسار الديموقراطي" ومناضليه بالانشقاقية، وبعدم فهم أولويات الصراع التي يجب أن تكون في رأي الفريق الأول ضد الولاياتالمتحدة أساساً. ومن جهة ثانية يرمي الفريق الثاني الفريق الأول بالغوغائية، وبتناسي جرائم النظام العراقي، بل قد يتهامس أقطاب "الديموقراطي" بشائعات عن قبض بعض أقطاب "القومي" أموالاً من هذا النظام لإصدار بيان أو تسيير تظاهرة تأييداً للعراق". أما المقالة الصارخة فتلك التي كتبها الناقد الفلسطيني فيصل دراج وعنوانها: "واشنطن تغتال العراق" وفيها يحمل بشراسة على الولاياتالمتحدة الأميركية وحربها على العراق، وجاء في مقالته: "بعد أكثر من عقد على ترويع العراق واستنزافه، قررت الولاياتالمتحدة اليوم اغتيال العراق شعباً وحكومة وأرضاً وتاريخاً، كما لو أنها - وقد فرضت ذاتها مشيئة وحيدة على سطح الأرض - تريد أن تعيد خلقه من جديد. ولن تكون إعادة خلق العراق على الطريقة الأميركية إلا إعادة خلق لمصائر المنطقة العربية بأسرها، بما يلبي حاجتين لا ثالثة لهما: حاجة الولاياتالمتحدة، وتلك المرتبطة ب"الأمن الإسرائيلي" - المعروفة والمجهولة في آن. وفي الحالين تقوم الولاياتالمتحدة بوأد حاجات الشعب العربي وحقوقه، مؤكدة أنه شعب زائد لا حقوق له، وأن من حقها ان تزرع حقوقها القاتلة في مقابر الحقوق العربية. لا تُجهد واشنطن ذاتها في العثور على ما يبرر اغتيال العراق. فإضافة الى الكُساح العربي الذي لا ينقضي، لديها تلك الحجة الفاسدة والبغيضة في فسادها: "محاربة الإرهاب" بلغة كاذبة، أو "الدفاع عن الديموقراطية" بلغة أكثر كذباً. والكذب في السياسة الأميركية هو سيد الفضائل، ما دام كذباً محصناً بأضخم آلة حرب في تاريخ البشرية، وما دام يمسّ "عالماً عربياً أعزل". فالحصار القاتل الذي تمارسه واشنطن منذ 12 عاماً ضد شعب العراق "فعل ديموقراطي": وتقتيل الفلسطينيين اليومي أمر لا إرهاب فيه: وهذا الفساد الشاسع الذي يخنق المجتمع الإنساني تعبير عن معنى الديموقراطية في زمن النظام الأميركي الجديد. ولهذا تستطيع قاذفات القنابل الأميركية أن تستنبت الديموقراطية في أفغانستان، وأن تفتش عن بذور الديموقراطية في الصومال، وأن تزرع أفضل حبوب الديموقراطية في أرض يوغوسلافيا السابقة بعد أن تسوّي بيوتها بالتراب. ولاستكمال هذه الديموقراطية التي لا تحتاج الى برهان، قرر الأميركون اغتيال العراق". ومن محتويات الملف الرئيس الذي أعدته وقدمته الناقدة ليلى الخطيب: خطوط المشاركة آن بيرجيه، ترجمة ليلى الخطيب، النسوية ومفهوم الجنوسة: المرأة بين الطبيعة والثقافة ثائر ديب، الخطاب النسوي المضاد: المنظور لا النوع يمنى العيد، الواحد متعدداً: الذكورة والأنوثة في الفن والأدب أسيمة درويش، لست أدري إن كنت امرأة تكتب أم رجلاً يمحو عالية ممدوح، عشق الحروف: حوار مع سمير الصايغ، خلف الخلف بين جهاد توما، الكتابة الاختلافية في "خريطة الحب" لأهداف سويف ليلى الخطيب، أعطي، أعطي، لأرى جوانا حاجي توما وخليل جريج، مع ولا بلا ندين توما، بانتظار مساحة ممكنة للاختلاف أكرم زعتري. وفي العدد ملف آخر عن "شعراء أميركا يتصدون للحرب على العراق" الإعداد والترجمة: سماح إدريس وكيرستن شايد. ومن المقالات: المثقفون العرب والأزمة العراقية ياسين الحاج صالح، أبعد من صدام وبوش شمس الدين الكيلاني، مدينة تقاوم العولمة شفيق عسل. وفي العدد: قصيدتان الى بغداد حسن فتح الباب، تمائم للحرب علي حسن الفواز، ذات صباح استيقظت يمنى فرحات، سرير من الحور بسمة الخطيب، الضرورات تبيح المحظورات فدوى أنيس القاسم.