جاء بيان مركز البحوث الإسلامية في جامعة الأزهر ليعيد الأمور الى نصابها، ويضع النقاط فوق الحروف، ويستعيد للأزهر مكانته التي تراجعت منذ وفاة إمامه العظيم، الشيخ جاد الحق رحمه الله. وجاء في البيان، كما أذاعته هيئة الإذاعة البريطانية، انه إذا وطأت أقدام العدو أراضي المسلمين يصبح الجهاد فرضاً على كل مسلم ومسلمة. وذكر البيان أيضاً أن العالمين العربي والإسلامي يواجهان حملة صليبية جديدة. وأسأل الله أن يبارك كل من شارك في إصدار هذا البيان. ونعم البيان هو لو صادف حياً، ولكن لا حياة لمن ينادي. والظواهر التي تلت البيان أثبتت أن هذا البيان كمن يؤذن في مالطة. ومن هذه الظواهر أن عدداً من المنهزمين نفسياً، والمرتجفين إعلامياً، انطلقوا يفسرون البيان، ويضعون شروحاً له من دون أن يطلب منهم أحد ذلك، ومن دون أن يكونوا مشاركين في إصداره. فخرج علينا أحد هؤلاء يقول ان البيان ليس دعوة الى العنف، وأن مفهوم الجهاد يقتصر على الدفاع المشروع عن النفس. والدفاع عن النفس لا يحتاج الى دعوة الى الجهاد أصلاً، لأنه حق بديهي يستوي فيه المسلم وغير المسلم، ولا يحتاج الى بيانات أو إثباتات لمشروعيته. وخرج علينا آخر ينفي أن يكون البيان احتوى وصفاً للحملة الحالية بأنها حملة صليبية. مع أن الرئيس الأميركي نفسه وصف - غير جاهل ولا غافل - مجموعة حروبه التي تلت الحادي عشر من أيلول سبتمبر، والتي تندرج تحتها تلك الحملة في شكل أو بآخر، بأنها حروب صليبية، فأي غرابة في أن نسمي تلك الحرب بما سماها به مشعلوها أنفسهم؟ الحق أن بعضهم يريد أن يخرس كل صوت يشعره بعجزه. فكأنهم أرادوا التكتم على هذا البيان، ثم إفراغه من مضمونه بالشروح والتفاسير ليصبح كأنه لم يكن. ولكن هيهات! لقد قال الأزهر كلمته صريحة، وقام بواجبه، وعلى الآخرين أن يتقوا الله. مصر الجديدة - يحيى حسن عمر [email protected]