تحت عنوان "نكون"، وعلى خلفية مقاطع ألقاها الفنان جورج إبراهيم من مطولة محمود درويش "حالة حصار"، نظم مسرح وسينماتيك القصبة في رام الله، امسية فنية شارك فيها العديد من الفنانين والفرق الفنية الفلسطينية. وتأتي الأمسية، المهداة إلى الأسرى الفلسطينيين والشعب العراقي، في الذكرى السنوية الأولى لما بات يعرف باسم "الاجتياح الكبير"، أي عندما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتلال المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وشرعت في تنفيذ جرائمها، في آذار مارس ونيسان ابريل من العام الماضي. ويقول خالد عليان، المدير التنفيذي لمسرح وسينماتيك القصبة، إن المسرح كان خطط لإقامة نشاط فني كبير في ذكرى الاجتياح، ومع اجتماع المثقفين والفنانين الفلسطينيين بدعوة من وزارة الثقافة الفلسطينية لبحث سبل التضامن مع الشعب العراقي، تقرر توسيع فاعليات الأمسية لتعبر عن رفض الفنانين الفلسطينيين لسياسات الاحتلال وللعدوان على الشعب العراقي. وتنوعت فاعليات الأمسية بين اسكتشات مسرحية، قدمها الفنانان حسام أبو عيشة وعماد فراجين، ومنها ما حمل اسم "مجنون يحكي وعاقل يسمع"، ويدور حول حوار بين مجنون فلسطيني وجندي إسرائيلي اجتاح وعدد آخر من جنود الاحتلال مستشفى الأمراض العقلية في مخيم الدهيشة للاجئين القريب من بيت لحم، وبين وصلات غنائية قدمها كل من وليد عبدالسلام وجميل السايح وريم تلحمي وباسل زايد الذي قدم أغنية "محمود"، من أشعار شامر الصالحي وألحان زايد نفسه. وشارك العديد من الفرق الفنية الفلسطينية منها سرية رام الله الأولى للفنون الشعبية التي قدمت رقصتين الأولى بعنوان "أمل" على موسيقى الأردني طارق الناصر، والثانية بعنوان "رقصة على الحاجز" على موسيقى اللبناني عبود السعدي، والرقصتان من تصميم خالد عليان. كما شاركت فرقة سنابل التابعة لجامعة بيرزيت في تقديم أغان فولكلورية وتراثية منها: "ع الأوف مشعل"، "أهودا اللي صار" و"لو رحل صوتي"، كما شاركت فرقة جوقة مدرسة الفرندز بتقديم رسالة سلام مغناة بالإنكليزية، حملت عنوان "سنبقى نتذكر"، وهي من كلمات مايك حنيني وألحان سامية بدران، وحمل الطلاب والطالبات خلالها لافتات تدعو إلى وقف الحرب على العراق. وتقول الفنانة ريم تلحمي، التي قدمت أغنيتين الأولى بعنوان "لا يموت البطل"، من كلمات وسيم الكردي وألحان سهيل خوري، والثانية بعنوان "أمل" من كلمات الشاعر التونسي عبدالحميد خريف وألحان محمد القرفي: "الفن رسالة... ومشاركتي في هذا الأمسية لا تخرج عن هذا الإطار... لا بد أن نوصل من خلال ما نقدمه إلى العالم من نحن، وكيف نفكر، وما هي فلسفتنا في الحياة، علاوة على ما نختزنه من أحاسيس وهموم عامة أولاً، وخاصة ثانياً، لا سيما في هذه الفترة التي يعاني فيها الفلسطينيون الأمرين من سياسات الاحتلال، والمعاناة ذاتها يعيشها العراقيون". ويقول الفنان وليد عبدالسلام، صاحب أغنية "نزلنا ع الشوارع" الشهيرة والذي قدم أغنية جديدة للشعب العراقي بعنوان "عيني لو يدرون": "صوت الفن كثيراً ما يكون أعلى من صوت المدافع، يجب ألا نستهتر بالفن والفنان وأهميته في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها في فلسطينوالعراق والوطن العربي أجمع... تراكم الجهود لا بد أن يكون لها أثرها". ويقول عبدالسلام، الذي حصل على شهادته الجامعية من كلية الفنون في بغداد: "العراق احتضنني بعدما طردتني مصر التي درست فيها ثلاث سنوات، بسبب نشاطات فنية معارضة لسياسات الرئيس المصري الراحل السادات... للعراق جميل عليّ كوليد، وعليّ كفلسطيني، خصوصاً أن العراق كان داعماً أساسياً لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته". وعن الأغنية التي قدمها للشعب العراقي، يقول: "عيني لو يدرون، تناولت معاناة العراقيين في حرب الخليج الثانية، وهي من كلمات أسعد السعد، وقمت بإعادة تلحينها".