يصادف يوم التاسع والعشرين من آذار مارس، مرور عام على بدء اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي مدن الضفة الغربية، وفرض حصار عسكري مشدد على المدن والقرى والمخيمات، وهو ما بات يعرف باسم "الاجتياح الكبير"، والذي تعرض خلاله مخيم جنين لابشع المجازر، في حين تعرضت كنيسة المهد لحصار وقصف عنيفين. وعاشت مدن الضفة الغربية ظروفاً مشابهة وقتذاك... وتجديداً لرفض هذا العدوان، ينظم مسرح وسينماتك القصبة في 29 آذار مارس تظاهرة ثقافية فنية يفتح عبرها المجال أمام الفرق الفنية، والفنانين، والأدباء، للتعبير عن مواقفهم ومناهضتهم الاحتلال، من خلال فقرات واسكتشات ومونولوغات مسرحية، وفقرات من الرقص الشعبي، علاوة على الموسيقى والغناء والشعر... وتلبية للنداء الذي أطلقه مثقفون وأدباء وفنانون وكتاب وصحافيون فلسطينيون في اجتماعهم الذي عقدوه في مقر المسرح بدعوة من وزارة الثقافة، للوقوف والتعبير عن تضامنهم مع العراق شعبا وحضارة وتاريخاً، ولمناهضة العدوان الأميركي - البريطاني ورفضه، أعلن المدير العام ل"مسرح القصبة"، جورج إبراهيم، عن فتح المجال أمام الفنانين والأدباء للتعبير عن تضامنهم "حيال قضيتنا وقضية الشعب العراقي على حد سواء"، مشيراً الى أن يوم التاسع والعشرين سيكون يوماً للتعبير عن رفض الاحتلال الإسرائيلي والعدوان الاميركي - البريطاني على العراق. وكان بيت الشعر الفلسطيني أصدر، ولمناسبة يوم الشعر العالمي في الحادي والعشرين من آذار مارس بياناً تحت عنوان "دعوا الشعر ينتصر"، تحدث عن الاحتلال الإسرائيلي والحرب على العراق والمخاطر المحدقة بالأمة العربية. وجاء في البيان الذي وزعه "بيت الشعر الفلسطيني" على المؤسسات الثقافية وبيوت الشعر العربية والعالمية: "في عالم يتحكم في مصيره حفنة من مجانين السلاح، يحاول الشعر أن يحقق توزان الحياة والحلم، الشعر الذي يكثف ماضي الانسانية ويندفع بها دائماً نحو المستقبل... يقف في مطالع هذا القرن اكثر وضوحاً وقوة، وأكثر قدرة على بناء الجسر غير المرئي بين واقع البشرية وحلمها بكوكب عادل وهواء نظيف. في يوم الشعر، نرفع قلوبنا بالتحية للشعراء الشجعان على امتداد هذه الأرض، وقد وقفوا في مواجهة جنون تجار السلاح، ومقاولي الموت، وناهبي ثروات الشعوب. الشعراء الذين كتبوا قصائدهم، وواجهوا، كما ينبغي للشعراء أن يواجهوا، الرغبة في القتل التي تتملك أوهام الجنرالات في واشنطن ولندن وتل أبيب وأتباعهم. ثمة عدوان ثلاثي يشن هذه الأيام ضد كوكبنا الأرضي، وللمرة الأولى، ربما، في تاريخ البشرية تندفع مجاميع البشر من أقصى الأرض إلى أقصاها لتعلن رفضها أيديولوجيا الموت وحكم الشركات. ثمة صحوة حقيقية لأسئلة الشعر ومكانة الشعراء في هذا العالم تتأسس الآن، أسئلة حقيقية وعميقة تعيد للشعر ذلك الاقتراب الحميم من الحياة، الذي منحه القدرة على العيش والتواصل منذ اكتشاف الإنسان جسده ولغته وحقائقه المباشرة.."..