اعتاد الجمهور ان تقدم له الفنانة يارا صبري في كل عمل جديد شيئاً مميزاً. فقد شاركت في الكثير من الأعمال الدرامية التي لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور على مستوى الوطن العربي ومنها: "خان الحرير" و"الفصول الأربعة" و"الثريا"... وهي كما هو معروف عنها، لا تحب التكرار والوقوع في مطب النمطية، لذلك نجدها دائماً تسعى لابراز امكاناتها من خلال الادوار المتنوعة التي تؤديها بأسلوب يعتمد على التلقائية، إضافة الى حسها العالي في التمثيل. وعن آخر ادوارها في مسلسل "أيامنا الحلوة" مع المخرج هشام شربتجي، توجهنا بأسئلتنا الى يارا صبري فأجابتنا: "دوري يحمل اسم عايدة. والعمل ككل يتحدث عن بيئة شعبية لم اقم بعمل عنها بعد. ربما عملت بها في حلب في فترات تاريخية. هذه المرة الاولى التي اعمل في عمل شعبي معاصر يطاولها. والفتاة رومانسية جداً تعيش في الاحلام ومتأثرة بالأفلام العربية والمجلات التي تقرأها وهي غير مثقفة وبسيطة جداً، وتعيش قصة حب من طرف واحد وتفشل هذه العلاقة في النهاية وتهرب الى شخص آخر وهو اكبر منها بكثير تجد لديه الأمان وتتزوجه". فتاة نادرة ما هو الشيء المميز الذي جذبك الى هذا الدور؟ - ما يميز هذا الدور بالنسبة اليّ هو ان هذه الفتاة يندر وجودها حالياً، خصوصاً بفعل طريقة حبها الذي تميزه البراءة، وهذا ما جذبني اليه، ومع ان الدور حجمه ليس كبيراً إلا ان حضوره مؤثر في العمل. هذه المرة الاولى التي تعملين فيها مع المخرج هشام شربتجي؟ -لا ليست المرة الأولى، فقد عملت معه في عملين، لكن منذ فترة طويلة. وبعد ذلك لم تسنح لي الفرصة لأن اشارك في اعماله الاخرى والآن انا مسرورة جداً لأنني معه في عمل اجتماعي، فالمخرج شربتجي يفهم امور البيئة الاجتماعية الشعبية وحاراتها وعلاقاتها ويعرف كيف يظهرها في شكل جيد. لماذا لم تشاركي في الاعمال الكوميدية التي قدمها المخرج شربتجي؟ - لأن نوع الاعمال التي قدمت لا احب العمل فيه. ربما اشاهدها ولي رأيي فيها. على اي حال عملت مع المخرج شربتجي في "الوجه الآخر" وكان فيه شيء من الكوميديا لكنه بعيد عن النوع الكوميدي الذي قدم أخيراً. وحينما يُقدم لي عمل كوميدي جميل ومقنع سأعمل به لأن شربتجي لديه حس كوميدي عالٍ جداً. هل تقصدين مسلسل "بقعة ضوء" الذي شاركت فيه؟ - نعم، فالعمل كوميدي يعتمد على كوميديا الموقف، إضافة الى اجتهاد الممثل، ويبرز امكاناته ضمن حدود معينة. فأنا لا احب ان يستجدي الممثل ضحكة المشاهد. في مسلسل "بقعة ضوء" شاهدك الجمهور في شخصيات مختلفة لم يعتد ان يراك فيها، ماذا تقولين في هذه التجارب المختلفة؟ - اريد ان اعود الى مسلسل "الوجه الآخر" الذي ربما لا يذكره المشاهدون كثيراً لأنه لم يأخذ حقه اعلامياً، اذ عرض في وقت غير مناسب بسبب عدم انتشار المحطات الفضائية. فقد كان المسلسل عبارة عن لوحات كوميدية وغير كوميدية، وفي "بقعة ضوء" في كل لوحة يستطيع الممثل ان يقدم شيئاً جديداً في الشكل والأداء والمضمون وهذا التنويع ينتظره الممثل لأن يقدم له فرصة لكي يبرز امكاناته. وأنا اعتبر نفسي محظوظة جداً لأنني شاركت في هذه الادوار، فهناك ممثلون ارتبطت ادوارهم بالكوميديا، ولأنني لم اعمل كثيراً في الكوميديا اسعدتني هذه التجربة مع انني كنت خائفة من المبالغة لأن الكوميديا من اصعب الفنون، اذ أن هناك شعرة بين المبالغة وبين ان تقدم عملاً كوميدياً غير عادي ومميزاً. وأتمنى ان تتكرر تجربتي في هذا المجال. اعتذار هل هناك لوحات لم تكوني راضية عنها؟ - لقد اعتذرت عن لوحات قدمت لي وهناك لوحات شاركت فيها لأنها قائمة على اساس ان يشارك فيها عدد معين من الممثلين، حيث يكون الممثل مجبراً على ان يشارك بها، لكن اجمالاً معظم اللوحات التي عملت بها كنت راضية عنها. ما هي اكثر اللوحات تميزاً بالنسبة اليك في مسلسل "بقعة ضوء"؟ - اللوحة التي تحمل اسم "بلاكين" فيها مفاجأة، إذ تتحدث عن اثنين متزوجين ارادا ان يعيدا حياتهما من جديد على اساس انهما لم يعرفا بعضهما من قبل ويعيشا يوماً كاملاً على هذا الاساس، وفي النهاية يكتشف المشاهد انهما زوجان حاولا الخروج من الروتين اليومي الذي يعيشان فيه. مع ان هناك لوحات ناقشت مشكلات المرأة؟ - نعم، ولكن انا في شكل عام ارى قضية المرأة في الدراما في شكل مختلف، فأنا لا احب ان تظهر المرأة دائماً بأنها مضطهدة من الرجل. صحيح ان هناك شيئاً من هذا، لكن يجب ألاّ نكرس هذه القضية دائماً، لأنها تؤدي احياناً الى مفعول عكسي لدى الناس، لذلك انا ابتعد عن الكلام في هذا الموضوع، لأن حكاية اضطهاد المرأة اصبحت "موضة" وهناك شيء اهم في الحياة، فربما تسهم المرأة باضطهادها في شكل غير مباشر وربما يكون هذا الشيء متوارثاً وليس لها ذنب فيه.