عاش المدير العام للكرة في نادي الهلال سامي الجابر أسبوعاً متناقضاً في مشاعر من حوله من جماهير وعشاق وإعلام، وذلك عقب أن سيطرت أخبار المهاجم السابق على الأجواء، إذ أعلن الأخير تلقيه عرضاً جدّياً من المعهد الإنكليزي لكرة القدم من أجل أن يحصل على شهادة تدريبية معترف بها من الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» وهو المعهد الذي يضم بين جوانبه عديداً من المدربين والمستشارين والمديرين الفنيين حول العالم. وفي الوقت الذي أسعد فيه هذا النبأ محبي الجابر وجعلهم يتغنون به على مدى أيام متتالية نشر موقع «اكسبريس آند ستار» الإنكليزي تقريراً مطولاً يحكي عن تجربة نجم الهلال السابق مع فريق وولفر هامبتون الإنكليزي واصفاً صفقة التعاقد مع ب «الكوميديا» وهو ما جعل الفريق المضاد للجابر «جماهيرياً» يتهكم به. ودارت رحى معركة «حامية» على المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بين الطرفين فعشاق الجابر راهنوا على نجاحه كمدرب لما يمتلكه من فكر عالٍ في هذا المجال مؤكدين أن نجمهم قادر على مواصلة «طريق النجومية» وهو ما رد على الجابر بالشكر لعشاقه على وقوفهم معه، ولم ينسَ أن يستأنس برأيهم حيال الدخول في هذه التجربة من عدمه. وعلى رغم أن «الجماهير الزرقاء» المحبة لسامي أبدت سعادتها وتفاخرها بما حصل عليه نجمها إلا أن قلقها تصاعد لاحتمالية طول غيابه، إلا أن الجابر طمأنها أن سيرته الكروية الحافلة والعريقة جعلت المعهد الإنكليزي يقلل من مدة الدورة التدريبية. ومع أن إنكلترا كانت منبع فخر جماهير الجابر ومحبيه من خلال الدعوة التي تلقاها إلا أن الدولة ذاتها حملت منبع «الانتقادات» لتجربته الاحترافية مع ولفرهامبتون والذي ذكر تقرير صادر عن النادي أن صفقة الجابر تعد من أكثر الصفقات «كوميديا» على الصعيد الفني، وأنها أقرب إلى أضحوكة في تاريخ تعاقدات النادي، وهو ما حدا بالصف المضاد للجابر (من الأندية المنافسة للهلال) إلى التعليق بشكل متواصل وبأكثر من قالب. الجابر احتل مساحة كبيرة من النقاش طيلة الأسبوع الماضي بين عشاق يدافعون عن نجمهم بضراوة، مؤكدين أن الدورة التدريبية التي تلقى الجابر عرضاً من أجلها أمر مشرف، خصوصاً أن نجوماً كباراً في عالم كرة القدم مثل زين الدين زيدان وفييرا حصلوا على دعوات مماثلة، وذلك كافٍ لمعرفة تاريخ الجابر، وبين آخرين يرون أن التقرير الإنكليزي دليل قاطع على أن تجربته الشهيرة لم تكن في عداد التجارب الناجحة كما يتغنى أنصاره. ولم يتوقف التداول حول ملف الجابر لدى هذا الحد، بل بنت مباراة الهلال والشباب والتي خسرها الأول زاوية جديدة للنقاش حول مدير كرة القدم في الفريق «الأزرق»، وتحديداً عقب تصريحاته التي تلت المباراة مباشرة، وتحدث الجابر عن حال فريقه مشخصاً أوضاعه الفنية بهدوء اتضح جلياً في نبرة صوته، كما أكد أنه لا يوجد فريق يستمر في الطليعة لأكثر من ثلاث سنوات متتالية يرضى من يريد، ويرفض من يريد، فخلفت تلك التصريحات نقاشات واسعة في سماء الجماهير الهلالية حول مديرها، فالبعض وقف في صف سامي مطالباً بالوقوف مع المدير ذي الفكر العالي والواقعي في الوقت ذاته، ممتدحين هدوءه أثناء التصريح الذي أظهره رصيناً وواثقاً رغم الخسارة، مبينين أن الهلال يحتاج إلى مثل هذه العقليات للسير في الطريق السليم، ولكن على الجانب الآخر رفض شق آخر الهدوء الذي ظهر به الجابر واصفين حاله الهادئ ب«اللا مبالي»، وطالبوا بأن يكون الجابر أكثر جدية في بقية المباريات إذا ما خسر الفريق وألا يظهر بهذا المنظر الذي أغاظ أعداداً كبيرة من الجماهير «الزرقاء».