شنت طائرات أميركية ضربات جوية مكثفة على مواقع لحركة "طالبان" في ولاية قندهار حيث اشتبكت قوات افغانية موالية لواشنطن مع مقاتلي الحركة، فيما أفادت تقارير ان دعوة زعيم "طالبان" الملا محمد عمر الى الجهاد لقيت تجاوباً في اوساط الكثير من القرويين المحليين. وفي غضون ذلك، تزايدت المخاوف الباكستانية من أن تلجأ واشنطن إلى اتهامها بتقديم تسهيلات للقوى المناهضة للوجود الأميركي في أفغانستان، في ظل تنامي العمليات العسكرية اليومية للمعارضة الأفغانية ضد المواقع الأميركية داخل أفغانستان. واستندت المخاوف الباكستانية الى انتقادات أميركية رسمية وإعلامية في شأن عدم تعاون إسلام آباد بالكامل في "الحرب على الإرهاب"، وفرض عقوبات اميركية على مختبرات العالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان لاتهامها باستيراد صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية من كوريا الشمالية. وترافق ذلك مع إعلان اميركي عن ضبط حاويات نفط مفخخة، كانت قادمة من كراتشي لتفريغ حمولاتها في قواعد عسكرية أميركية في افغانستان. وكانت واشنطن عبرت عن قلقها من العلاقة بين الجماعة الإسلامية الباكستانية ومعتقلين من تنظيم "القاعدة"، ما دفع مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي إلى الاعتقاد بأن التنظيم قد يلجأ في الأيام المقبلة إلى استخدام الانتحاريات كسلاح في تنفيذ هجمات. وكان أفيد عن اعتقال الدكتورة أليفة وهي من الناشطات في الجماعة الإسلامية لعلاقتها مع "القاعدة"، خصوصاً وأنها بروفسورة في الكيمياء والبيولوجيا، لتعزيز المقولة الأميركية عن سعي "القاعدة" إلى امتلاك أسلحة كيماوية. وتم نقل الدكتورة من باكستان إلى أميركا على الفور للتحقيق معها في ذلك. الوضع الميداني وأعلنت القيادة الاميركية في افغانستان ان القاذفات الاميركية والمروحيات القت 16 طناً من القنابل على مواقع يشتبه بأنها تابعة لحركة "طالبان" في منطقة تورجهار الجبلية في قندهار. وذكر بيان عسكري اميركي ان الضربات التي شاركت فيها طائرات "اي 10" و"هاريير" و"بي 1" و"اي سي 130" ومروحيات "اباتشي"، جاءت بعدما فتح نحو 40 مقاتلاً يشتبه في انتمائهم الى "طالبان"، النار على فصيلة تضم 12 فرداً من القوات الخاصة الاميركية كانت تراقب عملية لقوات افغانية موالية لها اول من امس. وأكد البيان الصادر عن قيادة القوات الاميركية في بغرام شمال كابول ان اي خسائر لم تلحق بالقوات الاميركية، لكن جندياً افغانياً موالياً لها اصيب بطلق ناري في بطنه، لكن حاله مستقرة. وقال محمد عباس خان القائد في القوات الحكومية الافغانية ان قتالاً عنيفاً يدور في منطقة لوي كاريز التي تضم تورجهار وهي قريبة من الحدود مع باكستان. وأفاد ان عدد مقاتلي "طالبان" بلغ نحو 160 وان حوالى 300 من القوات الحكومية احاطوا بهم. وذكر ان 14 من مقاتلي "طالبان" اعتقلوا وأصيب خمسة منهم. وقال مسؤولون افغان ان جنديين من القوات الحكومية قتلا وأصيب ثلاثة في القتال في لوي كاريز اول من امس، في حين تعرضت احدى دورياتها لاطلاق نار. واعرب مسؤولون افغان عن قلقهم من تزايد نشاط "طالبان" منذ بداية الحرب في العراق. وقالوا ان الهجمات تدار على ما يبدو من اراضٍ باكستانية. وفي الوقت نفسه، افاد البيان العسكري الاميركي ان ثلاثة صواريخ سقطت قرب قاعدة جوية اميركية في خوست جنوب شرقي البلاد من دون تسجيل خسائر مادية ولا بشرية. واضاف البيان ان خبير ازالة الغام يعمل مع الجيش الاميركي فقد احدى قدميه في انفجار قرب مقر القيادة في بغرام اول من امس.