ذكرت الاذاعة الاسرائيلية امس ان اسرائيل تريد اقناع الزوار الرسميين الاجانب بعدم مقابلة الرئيس ياسر عرفات والاكتفاء فقط بلقاء رئيس الوزراء الجديد محمود عباس ابو مازن. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ان نظراءه الاجانب، ومعظمهم من الاوروبيين، والذين من المقرر ان يزوروا المنطقة في الاسابيع القليلة المقبلة "ليس لديهم اي سبب للقاء ياسر عرفات، نظرا لان اسرائيل ترفض اجراء اي محادثات معه" وتعتبره "خارج اللعبة". ونقلت الاذاعة عن شالوم قوله ان هذه اللقاءات مع عرفات في مقره في رام الله في الضفة الغربية "تضر بموقف ابو مازن". ومن المقرر ان يحدد شالوم ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اليوم السياسة التي ستتبعها الحكومة الاسرائيلية في ما يتعلق بالمسؤولين الاجانب الذين يزورون اسرائيل ويرغبون بلقاء عرفات. وفي الاشهر العشرة الماضية كانت الزيارة الوحيدة التي قام بها وزير خارجية دولة غربية لعرفات مطلع نيسان ابريل عندما زاره وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في رام الله للحض على تسريع عملية اصلاح السلطة الفلسطينية وتعيين ابو مازن. من جهة اخرى، اعتبر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال أهارون زئيفي في حديث مع شبكة تلفزيون "10" الخاصة اول من امس ان عرفات ما زال يمثل "مشكلة" حتى بعد تخليه عن قسم من سلطاته في المجال الامني لمصلحة ابو مازن. وقال: "نأمل في ان يقوم ابو مازن باصلاح الاجهزة الامنية، لكن المشكلة الرئيسية ليست الارهاب وحسب وانما ايضا عرفات". واضاف: "ينبغي التنبه لأن حلم عرفات في مواصلة السيطرة على كل شيء بات على وشك الانهيار. انه قادر على وضع اكبر قدر ممكن من العقبات لافشال ابو مازن الذي فرض عليه بضغوط دولية". ورأى ان عرفات سيحتفظ بسيطرته على قسم من الاجهزة الامنية في اطار الاتفاق الذي انتزعه منه ابو مازن الاربعاء عندما نجح في ان يفرض عليه، وضد رغبته، العقيد محمد دحلان في منصب وزير دولة لشؤون الامن الداخلي. وعلى رغم كل شيء، اعتبر زئيفي انه بعد تعيين ابو مازن "هناك مجال للتفاؤل حتى ولو استلزم الامر ان يكون المرء حذراً ومدركاً للمخاطر". وبين هذه المخاطر، تطرق الى امكان توصل ابو مازن الذي يدعو الى وقف اعمال العنف، الى فرض "هدنة في حين تبدو المنظمات الارهابية، مثل حماس، في حال انهاك، وعلى استعداد لمعاودة العمليات في غضون ستة اشهر او سنة عندما تعيد ترتيب اوضاعها".