رجح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس في حديث الى الصحافيين بعد لقائه وزير خارجية المانيا يوشكا فيشر في مقره في رام الله ان ينتهي رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمود عباس ابو مازن من تشكيل حكومته بعد غد السبت. ورداً على سؤال ل"الحياة" نفى وجود أي خلاف بينهما، مشدداً على "العلاقات الأخوية والقوية" بينهما. وأكد عرفات تمديد المهلة المتاحة ل"أبو مازن" اسبوعين اضافيين، وقال انه عقد معه لقاءً مطولاً الثلثاء الماضي، وان الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. راجع ص 10 وأبدت اسرائيل انزعاجها من كسر وزير الخارجية الالماني الحصار الديبلوماسي الذي فرضته واشنطن وحكومة ارييل شارون على عرفات، بعدما حاولت عبثاً ثني فيشر عن لقاء الرئيس الفلسطيني. وحض الوزير خلال اجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين، بينهم رئيس المجلس التشريعي احمد قريع و"أبو مازن" وأعضاء لجنة الاصلاح الوزارية على الاسراع في تنفيذ الاصلاحات في السلطة الفلسطينية وتشكيل الحكومة. وقال وزير الاعلام والثقافة ياسر عبد ربه ان المحادثات مع فيشر "مهمة وذات مغزى". وفي ما اعتبر رداً على ما طرحه فيشر في المحادثات شدد عبد ربه على ان "تسريع عملية الاصلاح يتطلب اجراء انتخابات تشريعية كضرورة حتمية، ورفع الاجراءات الاسرائيلية، والانسحاب الاسرائيلي من المناطق الفلسطينية المحتلة". وفي مؤتمر صحافي عقد في مقر وزارة الاعلام في مدينة البيرة، بمشاركة اعضاء "لجنة الاصلاح" الفلسطينية الوزارية، جدد فيشر دعمه رئيس الحكومة الفلسطينية الجديد، مشيراً الى ضرورة "وقف دوامة العنف والارهاب والعودة الى المفاوضات". وفيما واصل فيشر الحديث عن "تسريع" عملية الاصلاح في اجهزة السلطة الفلسطينية للمساهمة في تطبيق "خريطة الطريق"، كانت مجموعة يهودية ارهابية متطرفة تعلن مسؤوليتها عن تفخيخ مدرسة فلسطينية في قرية جبع القريبة من جنين، حيث أُصيب 29 طالباً بجروح وصفت اصابات اربعة منهم بأنها خطيرة جداً. وتزامنت الساعات الأخيرة من زيارة فيشر لاسرائيل والاراضي الفلسطينية، مع تصعيد في الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة، وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا بين مساء الثلثاء وصباح أمس الى 12، إذ كان سبعة قتلوا في الهجوم الصاروخي الذي شنته مروحيتان اسرائيليتان في مدينة غزة، وقتل أمس خمسة آخرون في اجتياح قوات الاحتلال بلدة بيت حانون في شمال القطاع. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم أبلغ المبعوث الروسي الى الشرق الاوسط أن الدولة العبرية لن تطبق خريطة الطريق اذا لم تُقبل ملاحظاتها عليها، اي التعديلات التي تطالب بها. وقال شالوم: "اذا لم تقبل تحفظات اسرائيل على خريطة الطريق فإن فرص تطبيقها ستكون ضئيلة جداً".