طرفتان اميركية وبريطانية تهكمتا امس على شخص وزير الاعلام العراقي المختفي محمد سعيد الصحاف، الذي عرف شهرة دولية نظراً لتصريحاته الحماسية ابان الحرب، والنعوت التي اسبغها على قوات التحالف، ما دفع بالاعلام البريطاني الى تسميته ب"المهرج علي". ففي واشنطن اعترف الرئيس الاميركي جورج بوش، في تصريح نادر، انه كان يقطع اجتماعاته خلال الحرب على العراق ليتابع بيانات الصحاف. وقال في حديث مع مذيع شبكة "ان بي سي" التلفزيونية توم بروكاو بثته امس "قبل ان يبدأ حديث الصحاف، كان شخص ما يبلغنا انه سيتحدث، فكنت اغادر قاعة الاجتماعات لاشاهده على شاشة التلفزيون"، واصفاً اياه بأنه "رجلي المفضل، لقد كان رائعاً". وأضاف بوش ضاحكاً ان "هناك من اتهمنا بتوظيفه وتكليفه بالمهمة التي كان يقوم بها، انه مثال نموذجي" في اشارة لمهمة الصحاف واصراره على انكار تقدم قوات التحالف نحو بغداد. البريطانيون استغلوا "سمعة" الصحاف الاعلامية بطريقة مبتكرة، إذ نشرت غالبية الصحف المحلية اعلاناً على حجم صفحة كاملة لشركة طيران مشهورة بأجورها الزهيدة، مستخدمة صورة الصحاف ببزته العسكرية يطلق تصريحاً رناناً ضد شركة طيران منافسة. ففي حربها الضروس مع افتتاح الموسم الصيفي، نشرت شركة "رايان أر" الايرلندية المنشأ اعلاناً شعاره "الرئيس الجديد لاعلام إيزي جت"، مع صورة الصحاف وهو يعلن "لقد انتصرنا في الحرب، وهزمنا الاميركان!"، وايضاً "إيزي جت لديها اخفض الاجور!"، وتحت الصورة كتب العرض الجديد للشركة الايرلندية: "خفض 50 في المئة من الاجور المرتفعة لإيزي جت!". والتورية جلية في تحميل الصحاف كذبة الشركة الاخيرة التي يملكها ملياردير بريطاني شاب من اصول قبرصية يونانية في ادعائها ان قائمة رسومها هي الارخص. الصحاف، كما يبدو، سيدخل قائمة اكثر الشخصيات اثارة للاهتمام اذ اعلن موقع الكتروني خاص بالوزير، ان الموقع تعطل بداية الشهر الجاري بسبب ضغط الطلبات وكثرتها التي وصلت الى 4 آلاف طلب في الثانية.