تتزايد اعداد شركات الطيران الاوروبية التي تقدم رحلات مخفضة الثمن في الوقت الذي تعاني فيه الخطوط الجوية التقليدية الكبيرة من العديد من المشاكل، لكن هذه الشركات الجديدة قد تواجه المصير الذي لقيته شركات الانترنت التي ازدهرت في طفرة الانترنت ثم هوت. في سويسرا، تبدأ شركتا فلاي بابو وهيلفيتيك الجويتان رحلاتهما الجوية هذا الشهر وتاملان في تحقيق النجاح نفسه الذي حققته خطوط رياناير وايزي جت الرائدتان اللتان تقدمان رحلات مخفضة الثمن. كما تأملان بالاستفادة من الفراغ الذي خلفه في السوق غياب خدمات الرحلات المخفضة التي كانت تقدمها الخطوط السويسرية الرئيسية. في بريطانيا، بدأت شركة ديو المستقلة المتفرعة عن الخطوط الجوية البريطانية بريتيش ايرويز في تشغيل رحلات بثمن متدن وتقديم خدمات رحلات الدرجة الاقتصادية لخلق سوق جديدة تكون وسطا بين خدمات الرحلات المخفضة وشبكات الخطوط الكبيرة. وقال المتحدث باسم رابطة النقل الجوي الدولي وليام غايار نحب ان نرى الشركات الجديدة ونحب ان نرى خطوطا جوية تحاول القيام بامور لم تحاول شركات اخرى القيام بها لان توسيع السوق للجميع امر عظيم. وتوضح انجليكا شواف المتحدثة باسم اير برلين، اكبر خطوط جوية المانية تقدم رحلات جوية متدنية الثمن، ان التصفيق والهتافات التي تنطلق اثناء هبوط الطائرات تاتي من المسافرين الذين يركبون الطائرة لاول مرة بعد ان اصبحوا قادرين على دفع ثمن التذاكر المنخفضة الثمن. وبينما تنخفض اسعار الرحلات، اصبح مصير العديد من شركات الطيران على المحك. ويقول غايار اننا سنرى العديد من هذه الشركات تفشل ان الوضع يشبه تماما الطفرة التي مرت بها شركات الانترنت التي انتهت عام 2000 مما ادى الى اختفاء العديد من شركات الانترنت الجديدة. ولا يزال سوق شركات الطيران التي تقدم خدمات منخفضة الثمن جديدا نسبيا مما يعني ان هذه الشركات نادرا ما تتنافس بشكل مباشر ضد بعضها البعض. ولكن غايار يحذر من ان الكثير من الشركات سيختفي في اليوم الذي تبدأ فيه هذه الشركات بالتنافس. وبدأت بابو ايرويز في 3 نوفمبر بتسيير رحلات متدنية الثمن من جنيف الى لوغانو، الامر الذي ادى الى وقف شركة الخطوط الجوية السويسرية رحلاتها على هذا الخط في نهاية الشهر الماضي، وكذلك الامر بالنسبة الى الخط من جنيف الى البندقية. واوضح البريطاني جوليان كوك مؤسس خطوط بابو ان في سويسرا، الخطوط الوطنية السويسرية سويس ايرلاين+ تخفض من رحلاتها شهرا بعد شهر. ولذلك، هناك فرصة امام الشركات الجوية الجديدة. وفي زيوريخ، من المقرر ان تبدأ شركة طيران هيلفيتيك بتسيير رحلاتها الى ثلاثة بلدان اوروبية ابتداء من 28 نوفمبر مقابل 99 يورو فقط (116 دولارا). وقال رئيس القسم التجاري في الشركة ثوماس فريشكنيشت عند سؤاله عن السبب الذي سيجعل من هيلفيتيك تزدهر في الوقت الذي تخفق فيه العديد من شركات الطيران الكبرى ان مفهومنا هو ان تكون شركتنا خفيفة وصغيرة وبسيطة. وبدأت شركات الطيران الكبيرة بخفض اسعار تذاكرها في خطوة تهدف الى منع تراجعها امام بروز عدد كبير من الشركات التي تقدم الرحلات الجوية باسعار منخفضة والتي اصبحت تشكل 25 في المئة من شركات الطيران الجوية في المملكة المتحدة، بالاضافة الى نسبة مماثلة في كافة انحاء اوروبا. وتقول كريستين بوهلر المتحدثة باسم الخطوط الجوية السويسرية التي اعلنت مؤخرا تحالفها مع شركة الخطوط الجوية البريطانية بريتش ايرويز لقد اطلقنا مفهوما جديدا بالنسبة للرحلات الاوروبية حيث يقوم الركاب بدفع ثمن الطعام الذي يتناولونه على الطائرة. واضافت ارتفع عدد الحجوزات بنسبة 30 الى 40 في المئة منذ البدء في تقديم هذه الخدمة الجديدة في اغسطس الماضي. الا ان بول فيتزسيمونز رئيس الاتصالات في خطوط رياناير، اكبر شركة لتقديم الرحلات منخفضة الثمن في اوروبا والتي تهدف الى التقدم على شركة الخطوط الجوية البريطانية لتصبح اكبر شركة جوية اوروبية بحلول عام 2005-2006، يقول ان النجاح يتطلب اكثر من مجرد فكرة جيدة. ويوضح نحن نحب المنافسة ولكن لكي تسافر مع خطوط جوية منخفضة التكاليف فيجب ان تحصل على وجبة طعام وتشرب وتنام باسعار منخفضة ونحن نفعل ذلك بشكل جيد جدا. وخلال العامين الماضيين، ارتفع عدد الركاب الذين سافروا على متن هذه الخطوط الايرلندية من 11 مليون الى 16 مليون راكب. وتهدف الشركة الى نقل حوالى 24 مليون شخص في عام 2003، الا انها لا تزال تواجه مشكلة بموجب قانون المنافسة للاتحاد الاوروبي في ما يتعلق بالاموال التي يجب دفعها للمطارات الاقليمية. وقد اسست شركة رياناير ومنافستها ايزي جيت اعمالها على غرار شركة ساوث ويست الاميركية التي بدأت تقديم خدماتها للرحلات المنخفضة التكاليف اول مرة في سبعينات القرن الماضي. وحققت شركتا رياناير وايزي جيت نموا يتراوح ما بين 24 و 40 في المئة منذ عام 1995. وكان نجاح شركة ساوث ويست الباهر دافعا لشركات جديدة لدخول سوق الرحلات الاقتصادية في الولاياتالمتحدة. الا ان معظم تلك الشركات انهارت خلال عام واحد. وربما يعيد التاريخ نفسه في اوروبا، طبقا لغايار. وتتنبأ رياناير بان تكون الرابح في النهاية، بينما تعتقد شركة جيرمان وينغز التي لم يتجاوز عمرها العام ان هناك مجالا لثلاث او اربع شركات اخرى تقدم رحلات اقتصادية. ويقول فيليب فيغنون المتحدث باسم شركة ايزي جيت ستكون هناك عملية تركيز داخل قطاع الرحلات المنخفضة الثمن. ويضيف ما سنراه على المدى الطويل هو اندماج الخطوط الجوية الكبيرة مع الشركات الصغيرة.