هذا الرجل، شن حرباً على إيران في أيلول سبتمبر 1980، وجر المنطقة إليها، وعبئت المشاعر الدينية والقومية ضد الجار المسلم الذي اعتذر إليه في ما بعد، بحجة أن الغرب أجبره عليها. هذا الرجل قال هذا الكلام وهو يبدأ تواً غزو البلد الذي يتاخم البوابة الشرقية للأمة العربية، وحارب لحراستها وحمايتها ثماني سنوات. حارب الفرس بسيف القعقاع، وخيل سعد بن أبي وقاص، وخرج مهزوماً من "قادسيته". ولكن العرب لم يشاؤوا أن يهزموه، وصدقوا انه انتصر. فكانت هذه أول مسايرة له في غيه وبغيه. والى الآن الأمة تسأل لماذا؟ لماذا تشجعه على هذا الغي؟ ولا يزال مسؤولو الخليج وعسكريوه، عندما يُسألون لماذا قمتم بمساعدته في حربه على إيران يبررون لك بقولهم ان إيران تريد تصدير الثورة. وهذا كله كان بعيداً من رسم استراتيجية حكم ومصلحة بلاد. وخاض الخليج حرباً تعبوية بدل غيره. واستخدمت في هذه الحرب أقذر أنواع الأسلحة، وأقذر أنواع التعبئة ضد الجار الذي كان في 1/8/1990 عدواً فارسياً، وانقلب جاراً مسلماً وصديقاً في 3/8/1990. فما هو المطلوب من المواطن العربي حين يسأل: هل اعتذرنا للفرس؟ لو قلتم لنا: إن ما قمنا به كان خطأ فادحاً في حق شعوبنا، لأن الأيام أثبتت أن هذا الجار لم يقم بما يوجب الريبة، ولكننا افتعلنا لمواطنينا هذا الهجوم الإعلامي كي نبرر ما قمنا به ضده، وحتى نصحح الصورة، ونحدد من هو هذا الرجل، وما هي جريمته، لنظرنا في الأمر. وحتى بعد انتهاء حرب تحرير الكويت، مارس العرب الدور الحامي لصدام، فحثوا أميركا على منع ذيوع خبر الانتفاضة توطئة لسقوط صدام. فبقي يغني لأم معاركه. فحكامنا لم يحاسبوه ولم يحققوا معه، ولم يسألوه: لماذا جررتنا الى هذه المصائب؟ كل واحد منهم ادعى بطولة نصحه. ولكنهم سكتوا عنه، وكأنهم شركاء جرائمه. نعم كل هذا حصل، ونتيجته ما يحدث الآن. لقد عرفنا الآن لماذا لم تتم المصالحة بين المواطن العربي وبين حكوماته، لأن المواطن العربي يشعر بأنه وقود الأزمات المختلفة، وحطبها فكراً وروحاً. أيها المواطن العربي، لا تبك! فأنت مقبل على كثير مما يوجب البكاء كالاختيار بين قاتل شعبه بالأسلحة الكيماوية، وأميركا ورئيسها الطالب النجيب في الإقطاع البترولي والفكر الشاروني. السعودية - رضا بن حسن [email protected]