بعد انتهاء الحرب على العراق، ظهرت مواقف تطالب بانسحاب أميركا من الساحة العراقية، ودفع الأممالمتحدة لتلعب دوراً أكبر، واستبدال الجنود الأميركيين بجنود تابعين للمنظمة. وكان ردّ المعارضين ان الأممالمتحدة عاجزة عن ذلك. موقف الأمين العام الصامت، منذ بدايات الأزمة، بدأ يفسّر نفسه: كوفي أنان يريد ان ينأى عن صراعات الدول، وعن جعل الأممالمتحدة متراساً تتراشق الاطراف السياسية المتحاربة من حوله. فالأممالمتحدة ليست مطيّة للذين يريدون اخراج أميركا من المنطقة، وليست وسيلة يسحبون بها البساط من تحت الأميركيين. الأممالمتحدة تعمل كمؤسسات وليس كجيوش أو كبنوك دولية للإعمار والاستثمار. وهي تعمل ابتداء من القاعدة في الحكم، وليس من قمة الهرم السلطوي. وتفعيل هيئاتها، وتوسيع المهمات الموكولة إليها، يعنيان العمل على حفظ حقوق الانسان. وبهذه الطريقة يمكن ان ينتقل العراق من مرحلة الى أخرى سلماً، ومن دون صدم الشعب أو فراغ في السلطة. وبهذه الطريقة نستطيع ان نمنع بناء المؤسسات الجديدة، بحسب الأنظمة والقوانين الأميركية التي ترعى أسس التفاوت الطبقي، من أصغر مؤسسة الى أكبر مؤسسة. لبنان - بيتر قشّوع