أعرب زعيم "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" المعارضة في العراق آية الله باقر الحكيم عن اعتقاده بأن الاميركيين "وقعوا في الفخ" العراقي، معلناً انه لم يتوقع قيام انتفاضة شعبية في جنوبالعراق، فيما أعلن الجيش الاميركي ان عراقيين دربهم في المجر سيلتحقون بعمليات في الخليج. وقال الحكيم في مقابلة مع وكالة "رويترز" أجريت معه في طهران "لم نتوقع انتفاضة. والاميركيون هم الذين توقعوها". ولم يوضح الحكيم الذي قاد انتفاضة الشيعة في الجنوب بعد حرب تحرير الكويت العام 1991 أسباب عدم توقعه الانتفاضة، لكن بعض الشيعة العراقيين والمحللين حذروا من ان الشيعة في العراق لديهم من الأسباب ما يدفعهم للقلق بعد ان تخلت الولاياتالمتحدة عنهم في انتفاضة 1991. وقال الحكيم ان لحزبه مقاتلين داخل العراق مستعدين للمساهمة في اسقاط الرئيس صدام حسين، على ان غالبية أنصار "المجلس الأعلى" تتمركز في الجنوب خصوصاً في مدن البصرة وكربلاء والنجف. وقال الحكيم: "لدينا عشرات الألوف من المقاتلين. وغالبية قواتنا داخل العراق... انهم يقاتلون وسيواصلون القتال حتى يسقط نظام صدام". ورداً على تحذير وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الاسبوع الماضي من عبور وحدات شبه عسكرية من ايران الى العراق، في اشارة الى لواء "بدر" التابع ل"المجلس الأعلى"، قال الحكيم ان "رامسفيلد لا يحق له منع الشعب العراقي من محاربة نظام ديكتاتوري". وشدد على انه لن يقبل أي حكومة بعد صدام إلا إذا كانت منتخبة من الشعب العراقي، قائلاً: "سنقبل الحكومة اذا كانت منتخبة من الشعب العراقي... لكن اذا كانت الحكومة معينة سنقاوم بالوسائل السياسية واذا فرض علينا القتال سنخوض هذه الحرب". ورداً على سؤال عما اذا كان في ذهنه تصور اسلامي لمستقبل العراق قال ان الحكومة يجب ان تكون "ديموقراطية وتحترم الاسلام". وخلص الحكيم الى ان "لجميع العراقيين الحق في العودة الى بلادهم اذا اتيحت لهم فرصة مناسبة، وهذه الفرصة تتوافر عندما يسقط النظام العراقي ولا يبقى هناك خطر". وفي مقابلة اخرى مع وكالة "فرانس برس" قال الحكيم: "نصحنا الاميركيين منذ البداية بالتعاون مع مجموعات المعارضة، لكنهم اصروا على شن العملية بمفردهم، لذلك يواجهون اليوم هذا القدر من الصعوبات ميدانياً". وأضاف ان "الاميركيين الذين يملكون معرفة محدودة بالعراق والعراقيين انفسهم، وقعوا في الفخ الذي نصبه النظام العراقي الذي نجح في جذبهم الى المدن والمناطق المأهولة بالسكان وهذا ما زاد عدد الضحايا المدنيين". وفي بودابست، اعلن الجيش الاميركي تعليق تدريب معارضين عراقيين في قاعدة "تاشار" جنوب غربي المجر، موضحا ان المرحلة التالية هي دمجهم بالقوات المنتشرة في منطقة الخليج. وقال ناطق باسم الجيش الاميركي الكومندان روبرت ستيرن: "علقنا هذا التدريب العسكري لأن أولوياتنا تغيرت ونركز على عمليات قوات التحالف في العراق". واكد الضابط الاميركي ان مجموعة ثانية من المعارضين العراقيين غادرت أخيراً القاعدة لتنتشر في الخليج. وقال: "الآن سيتم دمجهم في العمليات الجارية" في المنطقة. وكان مسؤول عسكري اميركي رفيع المستوى ذكر منتصف الشهر الماضي ان مجموعة أولى من هؤلاء العراقيين الذين يقيمون في المنفى أنهت برنامج تدريباتها العسكرية الأميركية في المجر وستنشر مع القوات الاميركية في منطقة الخليج. واوضح الجنرال ديفيد بارنو ان هؤلاء العراقيين سيعملون مترجمين او عناصر ارتباط للشؤون المدنية. وفي بيان نشر أمس، قال المسؤول عن تأهيل هؤلاء المعارضين الجنرال الاميركي ديفيد بارنو ان هؤلاء العراقيين وجميعهم من المتطوعين "يعملون حاليا في مساندة قوات التحالف" في جنوب غربي العراق. واضاف ان "المسؤولين عن الشؤون المدنية للقوات الاميركية العاملة في العراق يشعرون بارتياح كبير الى المساعدة التي يقدمها المتطوعون العراقيون الذين تم نشرهم". واكد ان "معرفتهم بالأرض واللغة والتأهيل الذي تلقوه في تاشار يسمحان لهم بتقديم خدمات كبيرة لتنسيق توزيع المساعدات الانسانية في العراق"، موضحاً انهم "يقومون بالتحقق من ان المواد الغذائية والادوية التي يحتاج اليها السكان وزّعت فعلا حيث تبدو الحاجة ملحة لذلك".