أفادت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان مسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية استغربوا ما قاله الوزير كولن باول، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة "اسوشيتد برس" أول من أمس، في شأن نيته زيارة سورية. ورجحوا أن تأتي أي رحلة الى دمشق في اطار جولة على الشرق الأوسط، في محاولة لاحياء عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية التي تكاد أن تكون في حال سبات. وأكد باول في المقابلة ان "على سورية أن تطرد مسؤولي النظام العراقي السابق الذين اجتازوا الحدود، وألا تكون ملاذاً آمناً في أعقاب عملية حرية العراق". لكنه عبّر أيضاً عن رغبته في اعطاء فرصة للديبلوماسية لمعالجة "مخاوف" واشنطن، مشيراً الى تبادل رسائل مع دمشق في الأيام الأخيرة، وقال: "أتوقع ان أتوجه الى سورية لاجراء محادثات صريحة ومباشرة مع زميلي وزير الخارجية فاروق الشرع والرئيس بشار الأسد". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مديرة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية الدكتورة بثينة شعبان قولها أمس ان دمشق لم تبلغ رسمياً بزيارة مرتقبة لباول "لكننا سنرحب به". وكان مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أبلغ الوكالة ليل الأربعاء ان باول يمكن أن يتوجه الى سورية لتسوية الأزمة معها بعد سقوط نظام صدام حسين. وزاد ان الوزير "قال انه يمكن أن يتوجه اليها سورية ولكن ليست هناك رحلة منظمة حتى الآن". وعبر السفير السوري في واشنطن رستم الزعبي عن ارتياحه الى هذا النبأ، ووصفه في تصريح الى شبكة "سي ان ان" بأنه "جيد وخطوة في الاتجاه الصحيح، لأن الحوار المباشر بيننا وبين الولاياتالمتحدة أفضل من توجيه الاتهام عن بعد". ورأى ان الرئيس جورج بوش يجب أن يوقف "حملة الاتهامات" ضد سورية لأنها "لا تخدم مصالح الولاياتالمتحدة ولا السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". وزاد: "ننتظر اجراء حوار بناء مع الولاياتالمتحدة، بدلاً من الاتهامات والتهديدات"، مؤكداً ان بلاده "لن تستقبل أي شخص من نظام صدام"، ومذكراً بأن دمشقوبغداد لم تقيما علاقات ديبلوماسية منذ فترة طويلة. وكان بوش اتهم سورية بامتلاك أسلحة كيماوية، فيما لوّح باول بفرض عقوبات على دمشق التي اتهمتها الإدارة الأميركية أيضاً بإيواء رموز من نظام صدام وتقديم معدات عسكرية له قبل سقوط بغداد في أيدي القوات الأميركية. وفي مدريد، أعلن مصدر رسمي اسباني في وقت متقدم ليل الاربعاء ان وزيرة الخارجية آنا بالاسيو ستتوجه الأحد الى دمشق حيث ستلتقي الرئيس بشار الأسد. وقال المصدر ان بالاسيو ستجري ايضاً محادثات مع مسؤولين سوريين آخرين لبحث الوضع الناشئ عن التهديدات الأميركية لسورية والتطورات في العراق بعد الحرب. وذكر مصدر اسباني في وقت سابق ان رئيس الحكومة خوسيه ماريا اثنار اتصل ليل الثلثاء - الاربعاء بالرئيس الأسد الذي أعرب عن "رغبة في التعاون" و"حماية الاستقرار" في الشرق الأوسط والتزامه مكافحة الارهاب. واستبعد المستشار الألماني غيرهارد شرودر امس شن الولاياتالمتحدة حرباً على سورية، بعد اجتياح العراق. وقال لمجلة "دير شبيغل" في عددها الذي سيصدر الأحد: "لا أتوقع حرباً جديدة في الشرق الأوسط". لكن نائب الكتلة النيابية لحزب الخضر المشارك في حكومة شرودر، كريستيان شتروبله أبدى تخوفه من حرب على سورية أو ايران، مشيراً الى أنها متوقعة "الشهر المقبل أو العام المقبل".