أعلن قادة الاتحاد الأوروبي الذين عقدوا اجتماعاً في أثينا أمس دعمهم الأممالمتحدة، مؤكدين التزامهم "تحمل مسؤولياتنا الدولية في أعقاب الحرب على العراق". وعقدت القمة الأوروبية وسط مصادمات بين الشرطة ومتظاهرين ضد الحرب احتل بعضهم مكاتب الخطوط الجوية البريطانية. وأكد الزعماء دعمهم "منع النزاعات وتعزيز العدالة والمساعدة على ارساء السلام والدفاع عن الاستقرار العالمي". وجاء في البيان الختامي: "من أجل هذا الهدف سيواصل الاتحاد تعزيز قدراته المدنية والعسكرية لإحلال الاستقرار في ما وراء حدوده وزيادة أهدافه الإنسانية". وزاد البيان ان "الاتحاد يتعهد دعم الأممالمتحدة وجهودها لضمان الشرعية الدولية والمسؤولية العالمية". وأكد الزعماء، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أقوى حلفاء الولاياتالمتحدة في الحرب على العراق، ضرورة أن تلعب الأممالمتحدة دوراً أساسياً في إعادة الإعمار. وعقد القادة اجتماعات ثنائية مع الأمين العام للأمم المتحدة على هامش الاحتفال بتوقيع عشر دول معاهدات الانضمام إلى الاتحاد في العاصمة اليونانية. إلا أن الولاياتالمتحدة أوضحت أنها غير مستعدة لتوزيع مهمات إعادة إعمار العراق على الكثير من الأطراف. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا إن فرنسا تعتزم إقامة توازن بين دور الأممالمتحدة في العراق والقوات الأميركية والبريطانية. وأضافت ان مثل هذا التوازن ينبغي أن يسري على كل الملفات، سواء ملف الإدارة أو تدبير أمور موارده النفطية، أو انشاء حكومة عراقية أو الصيغة التمثيلية للعراقيين أو إعادة الإعمار المادية أو المساعدة الإنسانية. وأشارت إلى أن كل هذه الملفات مطروحة للنقاش وينبغي العمل لحلها "معاً والتوصل تدريجاً إلى سبل إعادة الأممالمتحدة الى جوهرها". تظاهرات تطوق القمة واستخدمت الشرطة اليونانية القنابل المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين نددوا بالحرب على العراق، على بعد مئات الأمتار من مقر قمة الاتحاد الأوروبي. وكان نحو مئة متظاهر احتلوا أمس مكاتب "الخطوط الجوية البريطانية" في إحدى ضواحي أثينا للتنديد بدور لندن في الحرب. وقدر عدد المحتجين بسبعة آلاف، ألقى معظمهم قنابل حارقة مولوتوف على الشرطة، وتفجر العنف عندما حاول المتظاهرون اختراق خطوط رجال الأمن لاقتحام المكان الذي عقد فيه قادة الاتحاد الأوروبي قمتهم. وتصاعد في المنطقة دخان القنابل الحارقة وقنابل الغاز المسيلة للدموع. وبعد إبعادهم عن ميدان سينتاجما، غير المتظاهرون اتجاههم وساروا عبر الحي الديبلوماسي القريب من المدينة، وألقوا الحجارة والزجاجات والكثير من القنابل الحارقة على سفارات ايطالياوفرنسا وبريطانيا. والقيت على السفارة البريطانية وحدها 10 قنابل حارقة. وكانت الاشتباكات متوقعة وسط اجراءات أمنية غير مسبوقة حولت وسط أثينا إلى حصن منيع، واغلقت الشوارع الرئيسية، فيما تأهب 20 ألف شرطي تقريباً لمواجهة التظاهرات المناهضة للحرب. وأعلنت الشرطة أن نحو مئة شخص من الحزب الشيوعي اليوناني دخلوا مكاتب "الخطوط الجوية البريطانية" في ضاحية غليفادا. وقال ليفتيريس ايكونومو، الناطق باسم الشرطة، إن قدوم 40 زعيماً أوروبياً إلى أثينا يمثل تحدياً لقوات الشرطة اليونانية. وأضاف ان الاجراءات الأمنية غير مسبوقة. واغلقت المصالح الحكومية والمدارس خلال القمة، كما حظر وقوف السيارات وسط أثينا، وأغلقت منطقة الموقع السياحي الشهير الأكروبوليس. وعارض الرأي العام اليوناني بقوة غزو العراق. وتجري بانتظام تظاهرات خارج السفارتين الأميركية والبريطانية.