سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إلغاء أوامر بإرسال فرقة وتغيير قواعد الاشتباك للقوات المتوجهة الى العراق . فرانكس في بغداد ورامسفيلد يستعد لزيارتها في خطوات تمهد لاعلان انتهاء الحملة العسكرية في العراق
اعلن ضابط اميركي في قاعدة السيلية في قطر ان قائد القيادة العسكرية الاميركية الوسطى الجنرال تومي فرانكس وصل الى بغداد وعقد اجتماعات مع القادة الميدانيين. واعلن مسؤولون عسكريون اميركيون في واشنطن ان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد سيزور العراق لكن موعد الرحلة لم يحدد بعد. واكد مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية أن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق جعل الوزارة تقرر الغاء أوامر بإرسال فرقة الفرسان الاولى في الجيش التي يبلغ قوامها 17 الف عسكري الى منطقة الخليج. اعلن الناطق باسم القيادة العسكرية الاميركية الوسطى في قطر اللفتنانت كولونيل جيف فانتو أمس، ان قائد العمليات العسكرية الاميركية والبريطانية في العراق الجنرال الأميركي تومي فرانكس "موجود حاليا في بغداد حيث يعقد اجتماعات مع القادة على الارض". وكان فرانكس قال انه سيزور قادة عسكريين في بغداد بعد انتهاء الحرب فعليا. وقالت القيادة الوسطى أمس، ان فرانكس وحده قادر على اعلان نهاية الحرب في العراق حيث توقفت كل العمليات العسكرية الكبيرة. واضاف المصدر ان العسكريين لا يزالون حذرين وان كان الهدوء يخيم على الجبهة العسكرية. وأكدت الناطقة الاميركية في قاعدة السيلية في قطر الميجور رومي نيلسون غرين: "ليس لدي تقديرات ولا توقعات عن موعد هذا الاعلان. لا استطيع ان اتنبأ بما يدور في رأس الجنرال". وقال الناطق البريطاني اللفتنانت - كولونيل روني ماكورت ان فرانكس سيدرس امكان اعلان انتهاء ما يسميه العسكريون "المرحلة 3" اي "المعركة العامة"، والانتقال الى "المرحلة 4" التي تسند فيها الى القوات المسلحة مهمات امنية والاستعداد لانتشار المنظمات الانسانية. واضاف ان فرانكس "بوصفه قائدا عاما هو الذي سيتخذ هذا القرار استنادا الى الآراء التي يتلقاها من قادة الدوائر المختلفة الذين سيبلغونه متى يعتبرون ان الاجواء لم تعد عدوانية لكي لا نخشى التعرض لهجمات من قوات عراقية". وقال العسكري البريطاني "انه قرار حساس"، متوقعاً ان يتم الاعلان "قريباً" عن انتهاء الحرب. وفي الجانب الاميركي قالت نيلسون غرين ان الرئيس الاميركي جورج بوش قال ان "الحرب ستنتهي عندما يعلن فرانكس ذلك". وكان فرانكس رد على اسئلة عن زيارته لبغداد "لا اسعى الى القيام بعرض للنصر في وسط بغداد ... لكن الهدف هو الاطلاع بافضل شكل ممكن على كيفية سير الامور في هذا البلد". وفي واشنطن، اعلن الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الاميركي خلال مقابلة تلفزيونية ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد سيزور العراق، لكنه لم يذكر تفاصيل اخرى. وقال مايرز في حديث الى شبكة تلفزيون "سي ان ان" حينما سئل هل يعتقد انه يعتزم الذهاب الى العراق: "اعتقد بأن الوزير يعتزم القيام برحلة. لا أدري متى". وقال مايرز انه يعتزم السفر الى العراق ايضا بعد رامسفيلد. وقال مسؤول عسكري اميركي كبير ان فرانكس يريد ان يزور رامسفيلد المنطقة لكن لم يتحدد بعد موعد للزيارة. وفي تطور آخر، أعلن مسؤول عسكري اميركي كبير في واشنطن أن "انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق جعل وزارة الدفاع تقرر الغاء أوامر بارسال فرقة الفرسان الاولى في الجيش الى الخليج". وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "ألغي قرار نشره"، لكنه أفاد ان الوزارة لا تزال تبحث في ارسال بعض افراد الفرقة الى المنطقة بما يلبي حاجات القادة هناك، غير انه لم يوضح عدد من قد يتم ارسالهم من الفرقة. تغيير قواعد الاشتباك للاميركيين في العراق . وفي معسكر نيوجيرزي الاميركي في الكويت، غيّر قادة اميركيون قواعد الاشتباك للجنود الذين ينتظرون التحرك للعراق، داعين إياهم الى عدم اطلاق النار الا عند الاحساس بأنهم مهددون او في مواجهة مع معادين. وبعد اشهر من التدريب على الحرب تصاعدت حدة المطالب للقوات الامريكية باداء مهمات قوات الشرطة لوقف جرائم النهب وتسوية النزاعات بعدما توقفت المعارك. الا ان خطر التعرض لهجوم عناصر مقاومة ما زال قائما. وقال اللفتنانت كولونيل غوستاف بيرنا قائد كتيبة الطليعة 64 لمهمات الدعم لضباطه في ايجاز، عن قواعد الاشتباك الجديدة ان اطلاق النار يجب أن يقتصر على الحال التي "يصدر فيها عن المدنيين عمل عدائي او نية عدائية. ويعني ذلك ان ثمة اسلحة تراها او انها تهددك. اذا كنت متأكدا بنسبة 90 في المئة انك معرض للتهديد وانك لن تخجل من النظر الى نفسك في المرآة بعدما تفعلها، فليس هناك مشكلة. أما إذا ما اطلقتم عليهم النار في ظهورهم فستكون هناك مشكلة". وقال ضابط اميركي بارز الثلثاء انه سيبدأ تحقيقا في مقتل صبي عراقي برصاص الجنود الاميركيين بعدما قيل ان الطفل لم يكن مسلحا ولم يكن يمثل اي تهديد. وقالت مصادر عسكرية ان القوات الاميركية اطلقت النار بعدما تعرضت لاطلاق نار في ضواحي كربلاء في الخامس من الشهر الجاري. وطلب بيرنا من الضباط التأكيد لجنودهم انهم سيواجهون خطر مهاجمين انتحاريين ومكامن من مجموعات صغيرة توحد بينها كراهيتها للولايات المتحدة اكثر من الولاء لصدام حسين. وطلب بيرنا الانتباه لاولئك الذين يرتدون الكثير من الملابس في طقس حار واولئك الذين ما زالوا يرتدون احذية قتالية سوداء وحتى اولئك الذين يبدو انهم حلقوا ذقونهم للتو، مشيرا الى انه دائما من الصعب تحديد الانتحاريين. وتلقى الجنود الاوامر بضرورة التأهب طوال الوقت اثناء مرور قافلة عبر بلدات وقرى وعدم الاستسلام للشعور بالامان لمجرد ان الحرب تبدو انتهت. وامر القادة الجنود ايضا بالاهتمام بمركباتهم حتى لا تتعطل. وقال الكابتن وايت اندرسون لجنوده: "لا اريد ان اجلس في وسط بلد لا احد يحبني فيه منتظرا ان اتعرض لاطلاق نار. اذا ما تعطلت مركبة لا تسمح لاحد بالاقتراب. هناك اناس يكرهون أميركا. واذا ما اعتقدت بأن لديهم متفجرات. لتسل دماؤهم. دعهم يموتون". مقتل جندي بنيران صديقة الى ذلك، اعلنت القيادة الاميركية الوسطى في قطر في بيان أمس، ان احد مشاة البحرية قتل الثلثاء برصاص اطلقه جنود اميركيون آخرون اعتقدوا خطأ بأنه جندي معاد. واضافت ان تحقيقا فتح في الحادث من دون كشف اسم الجندي ولا مكان الحادث. ورفعت وزارة الدفاع عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق الى 123 وقالت ان 495 اخرين اصيبوا بجراح في الحرب على العراق. وقال المسؤولون ان عدد الجرحى الاميركيين قفز من 400 يوم الاثنين الى 495 يوم الثلثاء بعدما ادرجت وزارة الدفاع في قوائمها تقارير متأخرة عن عمليات القتال الاخيرة. ومن بين 123 قتيلا لقي 105 حتفهم في القتال بينما لقي 18 حتفهم في مواقف غير قتالية مثل الحوادث. المفاجأة في سرعة الحرب واعتبر رامسفيلد ان القادة العراقيين فوجئوا من دون شك بسرعة بدء الحرب. واوضح في تصريح صحافي في وزارة الدفاع "انها تكهنات، ولكن من المحتمل انهم كانوا يتوقعون حرب خليج ثانية تتمثل بحملة جوية طويلة تعطيهم الوقت الكافي للقيام بما يريدون، الهرب او الاختباء، وتتبعها لاحقا حرب برية". واضاف رامسفيلد ان القادة الذين ستطرح عليهم الاسئلة لاحقا قد يقولون انهم لم يتوقعوا بدء الحرب البرية قبل الحرب الجوية ولا ان تبدأ الحرب البرية من دون فرقة المشاة الرابعة التي كانت لا تزال في المتوسط. واعرب رامسفلد عن ارتياحه الى سرعة العمليات التي اعتبر انها منعت وقوع كوارث مثل إحراق آبار النفط واطلاق صواريخ باليستية عراقية او هروب اللاجئين الى الخارج. وفي لندن، قالت وزيرة بريطانية ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا لم تتوقعا او تستعدا للانهيار السريع للحكومة والخدمات العامة في العراق، مما ادى الى انتشار الفوضى في البلاد. وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية كلير شورت التي كانت هددت بالاستقالة بسبب الحرب، ان الوضع الانساني في العراق "مقلق للغاية، ويعود ذلك جزئيا الى اعمال السلب والعنف التي عمت ارجاء بغداد حيث لم تكن للقوات الموجودة هناك اي سيطرة على الاوضاع".