إذا كانت الدول العالمية تريد أمن النفط، فلماذا لا نؤمّن لها ذلك؟ إلا إذا كنا نريد أن نساوم على هذا النفط ونأخذه رهينة، كما حصل في احتلال العراق للكويت. ولماذا لم نسوِّ الخلاف العراقي - الكويتي من الأساس، ونتطلع الى احتياجات العراق الطالع من حرب طويلة أنهكته وأفقرته، حين كانت الدول النفطية الأخرى تزدهر اقتصادياً وتستظل القوة العراقية؟ لماذا نعتبر أن إرضاء العالم هو عيب من العيوب؟ وإذا كنا نعتبر ذلك عيباً، فهل عين العقل أن نعبث بأمننا، ونتشدد في ديكتاتورياتنا، ونفعل كل ما هو معادٍ للعالم، نكاية بالعالم، وإن كان ذلك يضرُّ بنا؟ نفعل كل ما يؤذي العالم لكي لا يرتاح، وكأن في عدم راحته راحة لنا! نقول إن سبب التطرف هو الفقر وقلّة العدالة، ونحمّل أميركا مسؤولية الفقر والظلم في داخل دولنا. واجب أميركا والدول الأخرى، أن تتعاون الى حد التكامل والمساواة، فلا يعود هناك مبرر للحروب والسيطرة. ولكن المشكلة أن ثمة دولاً لا تقبل إلا أن تكون هي المسيطرة. لبنان - بيتر قشوع