لو كان صحيحاً ان سبب الحرب الاميركية هي الخوف من ان تعبث الدول النفطية بأمن النفط، لكنّا رأينا كل الدول الغربية تدعم اميركا. الخلاف مع اميركا وعدم تأييدها يعنيان ان هدف الحرب الاميركية ليس الحفاظ على امن النفط، واستثمار نفط العراق للاستغناء عن نفط السعودية، بل هدف الحرب الاساسي هو تحقيق السيطرة الاميركية الاحادية على العالم. اميركا تريد ان تسيطر وحدها على العالم، من دون منازع ولا شريك. وتريد ان تثبت تفوقها على بقية الدول، وتنفرد بالحلول. لذلك لا يضيرها ان تشن الحرب على العراق من دون موافقة دولية، كما توقعت الصحف البريطانية. فأميركا ترى في التوسع افضل وسيلة للحفاظ على قوة دولتها. وفرنسا تريد ان تحتوى فتنة دينية داخلية محتملة، وهي المجتمع المتعدد الاديان، بإقامة علاقات متينة مع دول عربية اساسية. ولكن عقيدة القوة الاميركية اطاحت، في طريقها، السياسة الفرنسية. فحرب اميركا في افغانستان افشلت جهود اوروبا، خصوصاً فرنسا، في سبيل قطف ثمار الهجوم الذي كان يعده جيش احمد شاه مسعود، "اسد بنجشير" كما كان يلقب، ومعه الحصان الاوروبي، اذا اردنا ان نعطيه لقباً سياسياً. وحرب اميركا في العراق ستطيح علاقات تاريخية فرنسية وأوروبية بهذا البلد. لذلك فليس مبالغة قول الصحف الفرنسية ان الجيش الاميركي يريد ان يكون اقوى من جيش الاسكندر المقدوني، او جيش يوليوس قيصر. لبنان - بيتر قشّوع