تابع المسؤولون في الإدارة الأميركية بتحفظ ما اعتبره مراقبون تحولاً في موقف كوريا الشمالية التي أبدت استعدادها لإجراء محادثات متعددة الأطراف بشأن برنامجها المشتبه به للأسلحة النووية. وشكل الموقف الكوري الشمالي الأخير، انفراجاً في الأزمة النووية بعد أيام من نجاح القوات الأميركية في إطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين، في حرب قالت كوريا الجنوبية إنها "أرعبت" بيونغيانغ. وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية نقلت عن ناطق باسم وزارة الخارجية في بيونغيانغ قوله: "إذا كانت الولاياتالمتحدة مستعدة لتحول جريء في سياستها تجاه كوريا الشمالية لتسوية القضية النووية، فإن جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية الشمالية لن تصر على شكل معين للحوار". وشكل ذلك تنازلاً من جانب كوريا الشمالية التي كانت تصر على محادثات ثنائية، فيما تريد واشنطن محادثات إقليمية تشمل كوريا الجنوبية واليابان وروسيا والصين. وقال فيليب ريكر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: "نظرنا باهتمام إلى البيان ونتوقع المتابعة عبر القنوات الديبلوماسية المناسبة". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية آماندا بات إن واشنطن "مهتمة" بهذا الإعلان. ولم يحدد الناطق الكوري الشمالي ما تعتبره بلاده "تحولاً جريئاً"، لكن كوريا الشمالية سبق أن طلبت ضمانات أمنية ومساعدات. وشدد الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون أمس، على أنه سيبذل كل جهد لحل الأزمة الكورية الشمالية النووية بطريقة سلمية. وقال في حفلة سنوية في مناسبة تأسيس الحكومة الكورية الموقتة في الصين خلال الحكم الاستعماري الياباني في العقد الأول من القرن الماضي: "أنا واثق من قدرتنا على حل القضية النووية سلمياً من خلال الحوار والقنوات الديبلوماسية". وقال كيم جونغ روه الناطق باسم وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية إن سيول توقعت أن تتحول كوريا الشمالية تدريجاً عن موقفها. وقال: "أيضاً مع قرب انتهاء حرب العراق أسرع من المتوقع، أصبحت كوريا الشمالية أمام خيارات أقل". وكان الرئيس الكوري الجنوبي قال لصحيفة "واشنطن بوست" في مقابلة نشرت الجمعة الفائت، إن الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على العراق كان لها تأثير عميق على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل ومسؤولين كوريين شماليين آخرين. ونقلت عنه الصحيفة قوله: "أنا واثق أنهم خائفون للغاية ومرعوبون بعد مشاهدة الحرب العراقية الأخيرة". وكانت الأزمة في كوريا اندلعت في تشرين الأول أكتوبر الماضي، حين قالت واشنطن إن بيونغيانغ اعترفت ببرنامج سري للتسلح النووي، وهو ما أنكرته كوريا الشمالية. واجتمع مجلس الأمن الأربعاء الماضي لمناقشة موقف كوريا الشمالية النووي، لكن لم يصدر بياناً يحث فيه بيونغيانغ على الانصياع، وذلك بسبب معارضة الصين وروسيا. وقال الناطق الكوري الشمالي إن بيونغيانغ طلبت محادثات مباشرة لتحديد ما إذا كانت الولاياتالمتحدة لديها الإرادة السياسة للتخلي عن سياستها العدائية تجاهها. وبإشارتها إلى محادثات "مباشرة" بدلاً من "ثنائية"، تركت كوريا الشمالية الباب مفتوحاً لخيار الحوار المباشر مع مسؤولين أميركيين مع وجود ممثلين عن دول أخرى، وهو الشكل الذي عرضته كوريا الجنوبية ودول أخرى.