وزير الاعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف الذي بزّ أحمد سعيد في وصفه "الانتصارات" العراقية ضد "عصابات الأوغاد الدوليين" و"المرتزقة الأميركان"، حصد شعبية واسعة في الشارع العربي الذي كان يستمد جرعات تفاؤله عن الدفاعات العراقية من اطلالة وزير الاعلام الحليق دوماً والذي نادراً ما غابت ابتسامته المستهزئة عن شفتيه حتى في اطلالته الأخيرة على المراسلين والصحافيين في فندق فلسطين، عندما أكد ان "لا وجود للعلوج الاميركان في بغداد على الاطلاق"، فيما كان هؤلاء يقتحمون مبنى وزارته المجاور. ونجح الصحاف في نيل الاعجاب بأسلوبه وتصريحاته حتى في البلدان التي أتى منها "العلوج" أنفسهم، اذ أقام عدد من المعجبين به موقعاً له على الانترنت تحت عنوان "نحن نحب وزير الاعلام العراقي دوت كوم" يعرض مقتطفات واقتباسات من تصريحاته اليومية عن الحرب. ولقي الموقع اقبالاً شديداً في مختلف أنحاء العالم بلغ 115.2 مليون زائر على مدى ثماني ساعات بمعدل أربعة آلاف زائر في الثانية، ما أدى الى تعطل أكثر من مئة موقع تابعة لشركات على الشبكة الدولية، الأمر الذي دفع بمنشئه البريطاني كيران مولفاني وهو كاتب وناشط بيئي سابق يقيم في ألاسكا الى اقفاله ووضع رسالة تطلب من الزائرين المحاولة مرة أخرى بعد 24 ساعة ريثما يتم تجديده ليتمكن من استقبال هذه الأعداد الكبيرة من المعجبين ب"أكثر الأشخاص طرافة في التاريخ"! وكان الموقع قبل اقفاله رشح الممثل سيدني بولاك للقيام بدور الصحاف في أي فيلم تنتجه هوليوود حول الحرب، وأعلن انه سيطلق حملة للبحث عن وزير الاعلام المتواري ومناقشة العمل الذي يجب ان يتولاه إذا كان لا يزال حياً. ومن بين الرسائل الالكترونية التي تلقاها الموقع واحدة تطالب باطلاق حملة للبحث عن الصحاف الذي "يعتبر ثروة عالمية لا ينبغي تضييعها بقتله". وأبلغ مولفاني وكالة "رويترز" انه تلقى طوفانا من الرسائل تطلب اجراء مقابلات معه من شبكات مثل "سي ان ان" و"بي بي سي"، كما تلقى طلبات برعاية الموقع الذي بدأ كدعابة بينه وبين أصدقائه. وقال ان النسخة الجديدة من الموقع ستعرض للبيع بعض المقتنيات مثل أكواب القهوة والقمصان القطنية التي تحمل أبرز عبارات الصحاف وأكثرها شعبية من نوع "شعوري كالعادة، سنذبحهم جميعاً" أو "سيشوي الله بطونهم في جهنم".