يقول خبراء عراقيون يساعدون في وضع نظام تعليم جديد ان الولاياتالمتحدة تريد فصل السياسة عن التعليم في العراق حيث هيمن على المناهج التعليمية الولاء للرئيس العراقي صدام حسين. ويعد تعديل المناهج الدراسية التي تشيد بصدام وسياساته، وإعادة بناء المدارس المتداعية أحد مشاريع كثيرة تخطط لها إلادارة الأميركية بعد انتهاء القتال وبدء مرحلة إعادة البناء. ومنذ كانون الثاني يناير يعكف خبراء عراقيون منفيون في الولاياتالمتحدة مع خبراء تعليم على وضع خطط لإعادة هيكلة المدارس العراقية كجزء من "مجموعة عمل التعليم" التي ينظمها "مكتب مستقبل العراق" التابع للخارجية الأميركية. وتقول هند رسام كلهاني، وهي أميركية عراقية الأصل العضو في الفريق: "أحد الأهداف هو تخليص الكتب الدراسية وتطهيرها من كل الدعاية المتعلقة بصدام". وتضيف كلهاني، وهي خبيرة اجتماعية من كلية ميرسي في دوبز فيري في نيويورك: "الهدف هو توفير كتب دراسية خالية من ايديولوجية حزب البعث". ويلاحظ خبراء عراقيون منفيون انه إلى جانب امتلاء المناهج الدراسية بالدعاية، تعاني المدارس أيضاً من نقص شديد في الإمدادات، كما ان اكثر من ثلثي المباني يحتاج إلى ترميم. ووفقاً لما تذكره الأممالمتحدة، فإن ربع أطفال العراق في سن الدراسة يعملون لكي يزيدوا من دخل أسرهم. وعن نظم التعليم المقترحة تقول كلهاني: "إن نظام التعليم الأميركي قد يكون جيداً بالنسبة إلينا، لكن ذلك لا يعني انه يتناسب مع العراق الذي اعتمد في البداية نموذج تعليم بريطانيا. وتبعه لاحقاً نظام سوفياتي". وتقول العراقية زينب السويج التي فرت الى أميركا العام 1992، وأصبحت الآن المديرة التنفيذية للمؤتمر الاسلامي - الأميركي، انه لا بد من تغيير اسلوب التدريس في العراق. ولاحظت: "عندما كنت اذهب الى المدرسة لم تكن مدرسة فعلاً وإنما كانت لخدمة غرض دعائي". وتذكرت كيف كانت تعطى باستمرار شعارات مؤيدة لصدام عندما كانت طالبة في العراق ويتم اخراجها في تظاهرات في الشارع لترديد هتافات تأييد للزعيم العراقي وحكومته. وقالت: "لو حاولنا الهروب من تلك التظاهرات يجلدوننا". وأضافت انه كانت تتم الاشادة بزعامة صدام في كل أوجه الدراسة من الشعر إلى التاريخ. لكنها لاحظت ان من الأمور الاساسية بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة ألا تفرض قيمها الخاصة على نظام التعليم في العراق، وانه يجب تسليم المسؤولية إلى العراقيين أنفسهم. وقال ادوارد اوديشو، وهو منفي عراقي آخر في "مجموعة التعليم"، إنه يعكف على دراسة منهج تعليمي يقوم على تعدد اللغات والابتعاد عن النظام الحالي الذي تستخدم فيه اللغة العربية. وأضاف: "ان ثلاثين في المئة من السكان في العراق يتحدثون لغة غير العربية، واذا كنا نتحدث عن بناء ديموقراطية واستبدال نظام الحكم علينا ان نلتزم العدل مع كل الشعب". ويعتقد بأن مؤسسة "كرييتيف اسوسيتس انترناشيونال"، ومقرها واشنطن، التي فازت بمشروع مماثل في افغانستان هي افضل المرشحين للفوز بعقد من وكالة التنمية الدولية الأميركية لتغيير المناهج وتدريب المدرسين في العراق. وقال الفونسو اغويلار، الناطق باسم الوكالة، إنه بمجرد ابرام العقد سيتم اجراء تقويم كامل لمدارس العراق والعمل بالتنسيق الوثيق مع وزارة التعليم العراقية الجديدة عندما تتولى مهامها. وقال: "نريد ان نتأكد ان نظام التعليم الذي سيحصل عليه العراقيون يتماشى مع النظام الديموقراطي الذي اثق انهم سيرغبون في اقامته. وفي ما يتعلق بالكتب الدراسية سنتأكد من توفير كتب يعتد بها ومفيدة للطلاب. ولن نحاول بأي حال من الأحوال أن نفرض أي شيء". ومهما كانت القرارات التي ستتخذ لتغيير المدارس العراقية، أعربت كلهاني عن قلقها في شأن الصحة العقلية لتلاميذ المدارس العراقيين بسبب كل من القمع الصدامي وآثار الحرب. وقالت: "أقاربي يقولون لي ان اطفالهم لا يستطيعون النوم ليلاً بسبب هدير القنابل. كما انهم يشاهدون أشياء لا يمكن احتمالها في الشوارع"، ملاحظة أن معالجة آثار الحرب لا بد وأن يكون احد جوانب النظام الجديد.