بعد الاطاحة بصدام حسين تعتزم الولاياتالمتحدة انتزاع سيرته من الكتب المدرسية وتطهير التعليم من ايديولوجية حزب البعث. العملية جزء من جهود أمريكية للقضاء على النزعة العسكرية من نظام تعليمي مجد قيمة العمل العسكري وعلم الاطفال ان يكونوا مستعدين للموت من أجل صدام. قال بسام العاني رئيس ادارة الكتب المدرسية بوزارة التعليم ان الوزارة ستستخدم نفس الكتب المدرسية هذا العام والعام التالي بعد حذف الاجزاء التي تتحدث عن صدام والاشعار التي تتغنى به . وأضاف العاني ان صور صدام أزيلت من كل الكتب المدرسية وأيضا مقررالتربية الوطنية حذف من كتب التاريخ والجغرافيا ولم يمكن الحصول على تعليق من المستشار الامريكي لوزارة التعليم . لكن جيفري كيل المتحدث باسم صندوق اغاثة الطفولة التابع للامم المتحدة اليونسيف قاليجب مراجعة كل الكتب المدرسية العراقية حتى كتب العلوم لانها معبأة بالدعاية. وأشار الى كتب الرياضيات وفيها مسألة تحدد طول وعرض صورة لصدام وتطلب من التلاميذ التوصل الى مساحتها الاجمالية. وصرح بان كل الكتب المدرسية ستتغير في نهاية المطاف سواء اكانت رياضيات أو لغة عربية وحتى العلوم. وأضاف يقول ان الكتب الجديدة ستكون جاهزة بحلول عام2005 بعد مشاورات تشارك فيها جماعات عراقية مختلفة. وقال كيل ان الكتب الحالية ستستخدم بعد المراجعة مع الاحتفاظ بمادتها العلمية. وتخصص الكتب المدرسية أجزاء كبيرة من المقررات لمدح صدام ومنجزات ثورة 17 يوليو 1968 التي جاءت بحزب البعث للسلطة. وصرح كيل بان المقررات الدراسية لم تتغير منذ عقدين وانظمة التعليم عفا عليها الزمن. وتعكف وزارة التعليم والادارة الجديدة بقيادة الولاياتالمتحدة ووكالات الاممالمتحدة على وضع خطة لاصلاح التعليم في العراق. وقال كيل نريد تعليما يشارك فيه الاطفال في حل المشاكل وفي العملية التعليمية لتطوير مهاراتهم بدلا من الحفظ عن ظهر قلب. كان التعليم في عهد صدام يرقى لان يكون عملية غسل للمخ من الابتدائي وحتى التخرج. يتعلم الطلبة الطاعة وعدم التفكير وحتى أنشطتهم الثقافية كان محورها صدام وحزب البعث. اذكت المقررات الدراسية التشدد الوطني وحب صدام وكان المدرسون وكلهم من حزب البعث مجرد منفذين لهذه المهمة. كان الطلبة يحملون شعارات صدام ويدفعون الى الشوارع للتغني به وبحكومته. قال احمد تحسين المعلم باحدى المدارس الاعدادية في بغدادكان صدام موجودا في كل كتاب مدرسي. يحملق في وجهك عندما تفتح كتب التاريخ والجغرافيا والادب وحتى اللغة الانجليزية. ويرى معلمون عراقيون ان الامريكيين يجب ألا يفرضوا اراءهم في التغيير لكن عليهم مساعدتهم في التعديل وابداء الرأي. قال المدرس المتقاعد أحمد خالد يجب ألا يفرض الامريكيون آراءهم فيما يتعلق بنظام التعليم العراقي. وقال كيل ان اليونيسيف توافق على الرأي القائل بان واجب العراقيين هو تقرير مايتعلمه أطفالهم. واضاف ان التعليمليس شيئا تفرضه على الناس. يذكر ان العراق كان يتميز بواحد من أفضل نظم التعليم في العالم العربي وكانت نسبة المتعلمين مرتفعة وبه أيضا طبقة متوسطة قوية من المهنيين. لكنه يعيش الان وضعا مؤسفا.سوء الحكم وثلاث حروب وعقوبات دولية استمرت 13عاما وضعت المدارس في حالة يرثى لها. فلا يوجد زجاج في نوافذ ما يتراوح بين6000 الى7000 مدرسة ولا كهرباء والحمامات مزرية. وقال كيلنظام التعليم الحالي بالعراق ممزق وقديم ويعاني من نقص الاستثمارات. واصيبت مدارس العراق بمزيد من الاضرار أثناء الغزوالامريكي في20 مارس . واستخدم الجيش العراقي بعض المدارس لتخزين الذخيرة. كما استولت القوات الامريكية على عدة مدارس وحولتها الى مراكز قيادة كما تعرض البعض الاخر للقصف والباقي للنهب.