حرب طروادة لن تقع. على الأقل هنا في المغرب. فبعد أن كانت الإستعدادات جارية على قدم وساق لإنجاز هذا الفيلم الأميركي في مدينة ورزازات المغربية، توقف كل شيء بعد بدء الحرب على العراق. ويبدو أن هذا العمل الضخم الذي سيخرجه وولفغانغ بيترسون ويلعب بطولته النجم براد بيت. ورزازات التي يطلق عليها الأميركيون لقب هوليوود إفريقيا لم تخسر "حرب طروادة" وحدها. فالعديد من الإنتاجات السينمائية الضخمة التي كان من المقرر تصويرها في استوديوهات المدينة ألغيت تماماً أو أجلت على الأقل، وذلك بسبب رفض شركات التأمين العالمية تأمين النجوم والممثلين الذين يصورون أفلاماً في الدول العربية. وهكذا لن يعود المخرج الأميركي ديلي سكوت الى ورزازات لتصوير فيلمه "طرابلس" كما كان مقرراً، مع العلم أن سكوت يحتفظ بذكريات جميلة لهذه المدينة التي كان صوّر فيها فيلمه الناجح "غلادياتور" سنة 1999. لكن الخسارة الكبرى ستكون هي فيلم "الإسكندر الأكبر" الذي رُصدت له ثاني أضخم موازنة في تاريخ السينما العالمية بعد "التيتانيك"، والذي كانت الجهات الرسمية المغربية تتوقع أن يُدِرّ على المغرب خمسة ملايين دولار، ويؤمّن 20 ألف فرصة عمل طيلة مدة التصوير. وكان منتج "الاسكندر الأكبر" الإيطالي دينو لورنتيس اشترى 146 هكتاراً في ورزازات، وشرع عملياً في إقامة استوديو كبير بشراكة مع شركتي الإنتاج الهوليووديتين "فوكس" و"يونيفرسال". لكن كل هذه الاستعدادات توقفت الآن. ومع أن المركز السينمائي المغربي لم يخرج عن صمته بعد ليوضح إذا كان الأمر يتعلق بتأجيل أم إلغاء، إلا أن ورزازات المتفرغة للعمل في السينما سواء كحرفيين وتقنيين أو ككومبارس، تبدو متشائمة جداً. فالكل يتذكر أحداث 11 أيلول سبتمبر، وكيف أنها عصفت بسبعة أفلام روائية طويلة تقدر موازنتها بنحو 40 مليون دولار. وهكذا فإن الحرب التي تدور رحاها في العراق هذه الأيام ليست بعيدة عن ورزازات، ما جعل العديد من سكان هذه المدينة الصغيرة يرددون أن بوش شن حربَهُ على مدينتهم.