نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مسؤول رفيع المستوى في كوريا الجنوبية قوله إن بلاده تستعد لطرح مشروع سلام تقدم بموجبه الغاز الروسي مجاناً إلى بيونغيانغ في مقابل وقف الأخيرة برنامجها النووي، فيما قطعت الصين إمداداتها النفطية عن بيونغيانغ استجابة لضغوط أميركية. نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أمس، عن مستشار الرئيس الكوري الجنوبي للأمن القومي قوله إن سيول اقترحت ضخ الغاز من روسيا إلى كوريا الشمالية التي تعاني نقصاً في مصادر الطاقة، في مقابل وقف بيونغيانغ برنامجها النووية بإشراف دولي. وقال را غونغ ييل إن الاقتراح ما زال في مراحله الأولى وسيبحث مع الحلفاء ومع الشطر الشمالي. وأضاف را : "يمكن ضخ الغاز من إيركوتسك في سيبيريا أو من سخالين في شرق روسيا". وأشار را الذي يقوم بزيارة لكل من روسياوالصين هذا الأسبوع، إلى أن الغاز يمكن أن يؤمن الوقود اللازم للمحطات الحرارية لتوليد الطاقة، ما يوفر بديلاً سلمياً لبرنامج بيونغيانغ النووي الذي قالت واشنطن إنه يهدف إلى إنتاج أسلحة نووي. ولم يصدر تعليق عن الرئاسة الكورية الجنوبية على تصريحات را. ونقلت الصحيفة عن محللين اقتصاديين قولهم إن البرنامج البالغ حجمه بلايين عدة من الدولارات من الممكن تنفيذه بإشراف الولاياتالمتحدة وحلفائها والقطاع الخاص. وقالت إن خط أنابيب الغاز سيمتد إلى كوريا الجنوبية أيضاً. وتجري روسيا التي تشترك في قطاع صغير من الحدود البرية مع كوريا الشمالية محادثات مع الصينوكوريا الجنوبية في شأن مد خط أنابيب من حقل كوفيكتا للغاز في سيبيريا إلى الصين، ثم أسفل مياه البحر إلى كوريا الجنوبية ولم تشمل المحادثات الشطر الشمالي. وسيحل اتفاق "الغاز مقابل السلام" في حال إقراره، محل اتفاق أبرم عام 1994، زودت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بمقتضاه كوريا الشمالية المازوت ووافقت على بناء مفاعلين نوويين غير قادرين على عمليات تخصيب اليورانيوم المستخدم في الأسلحة. وفي مقابل ذلك، وافقت كوريا الشمالية على وقف برنامجها النووي. وعلى صعيد آخر، طلبت كوريا الجنوبية من اليابان مساعدتها في إقناع الشمال المشاركة في محادثات متعددة الأطراف لحل الأزمة النووية. ووجه الطلب وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون يونغ كوان إلى نظيرته اليابانية أثناء زيارته لطوكيو. وأعلن القصر الرئاسي في الشطر الجنوبي النبأ في بيان جاء فيه: "اتفقنا مع اليابان أن على الشمال اتخاذ خطوات إيجابية في سبيل حل الأزمة النووية سلمياً، واتفقنا مع اليابان على استمرار المساعي الديبلوماسية لمنع تفاقم الأزمة". الصين وإلى ذلك، أعلن ديبلوماسيون صينيون أن بلادهم قطعت إمدادات النفط عن بيونغيانغ في أول ضغط اقتصادي تمارسه منذ اندلاع الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. وجاء قطع الإمدادات النفطية بعد انتقادات وجهتها واشنطن إلى بكين، مطالبة إياها بممارسة الضغط على الشطر الشمالي لإيقاف برنامجه النووي. وقال ديبلوماسي غربي إن تجارب بيونغيانغ الصاروخية أحرجت الصين التي تمد الشطر الشمالي بالمساعدات الغذائية والنفطية منذ مساندتها في الحرب الكورية عام 1950-1953. وبدأت الأزمة في تشرين الأول أكتوبر الماضي، عندما اتهمت واشنطن بيونغيانغ بمواصلة برنامج سري يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية. ورداً على ذلك، أعلن الشطر الشمالي عن تشغيل مفاعل نووي لتوليد الكهرباء، ولكن الولاياتالمتحدة قالت إن هدف هذا المفاعل هو إنتاج أسلحة نووية.