يخشى كثير من النساء العلاج التعويضي بالهرمونات عند بلوغهن سن اليأس. ويرددن بأن هذا النوع من العلاج قد يسبب الاصابة بالسرطانات. والواقع ان اعراض متاعب هذه السن تختلف من سيدة الى أخرى، وقد تلعب الثقافة العامة ومستوى التعليم دوراً في اجتياز متاعب هذه السن، والتقليل من الشعور بوطأتها، خصوصاً اذا كانت السيدة غير متقوقعة اصلاً في دورها كأم وزوجة فقط وانما لها نشاط اجتماعي او نشاط عام تنشغل به. ويجمع العلماء على ان الاضطرابات والمتاعب التي تتعرض لها المرأة في هذه السن، التي يطلق عليها مجازاً اسم سن اليأس، ويعنون بها عدم القدرة على الانجاب ترجع الى توقف المبيضين عن افراز هرمون الاستروجين، او الى استئصال الرحم مع المبيضين او حدوث فشل مبيضي. وتتلخص هذه الاعراض والمتاعب المترتبة على نقص هذا الهرمون في اعراض جسدية وأخرى نفسية تدور حول نوبات من ارتفاع الحرارة وزيادة العرق والتعب السريع ونقص الرغبة الجنسية مع توتر واكتئاب وعدم قدرة على التركيز او التكيف مع المجتمع. كما يؤكد العلماء ان بلوغ هذه السن وما يصحبه من متاعب امر طبيعي في حياة المرأة عليها أن تحاول التكيف معه بشتى الطرق، الا انها في بعض الاحيان قد تحتاج الى نوع من العلاج التعويضي الهرموني الذي يحقق نجاحاً كبيراً في اكثر من 90 في المئة من الحالات، فتختفي الاعراض والمتاعب تماماً، الا انهم يحذرون من جهة اخرى من التساهل في تعاطي هذا العلاج من دون اشراف طبي متخصص. وعن مدى فاعلية هذا العلاج التعويضي بالهرمونات يقول المتخصص في طب النساء الدكتور ايمن الحسيني ل "الحياة": "تعاني نحو 20 في المئة من النساء متاعب سن اليأس بصورة شديدة تؤثر تأثيراً سيئاً في حياتهن اليومية وتشعرهن بالتعاسة، ولذلك يصبح تقديم العلاج الهرموني شيئاً ضرورياً في هذه الحالات، أما ظهور هذه المتاعب بدرجة طفيفة فيمكن التأقلم معه ولا داعي عندها لاستخدام هذا العلاج لما قد يسببه من أضرار جانبية". واضاف الحسيني: "هناك طرق مختلفة يتبعها الاطباء لتقديم العلاج الهرموني، والسائد حالياً هو تقديم هرمون الاستروجين مع هرمون البروجيسترون، لأن تقديم هرمون الاستروجين وحده يزيد من فرصة حدوث اعراض جانبية بينما يقاوم البروجيسترون حدوث هذه الاضرار، ويتم ذلك بأسلوب خاص ولمدة محددة يصفها الطبيب". ويوضح الحسيني ان درجة الآثار الجانبية للعلاج تتراوح ما بين دوار وصداع وزيادة حساسية الثدي للملامسة الى الاضرار المحتملة بزيادة فرصة الاصابة بسرطان الرحم خصوصاً في حال العلاج بهرمون الاستروجين فقط، ولذلك لا ينبغي الاستهانة به او وصفه لفترة طويلة، ولا ينبغي وصفه للسيدات الأكثر عرضة للاصابة بهذه السرطانات. وعن النساء الأكثر قابلية للإصابة بأضرار بسبب العلاج الهرموني قال الحسيني: "لا ينبغي وصف هذا العلاج عند الاصابة بأمراض الجهاز الدوري من ارتفاع ضغط الدم او وجود جلطات دموية او تاريخ مرضي يشير الى اصابة سابقة بهذه الجلطات، وكذلك في حال وجود مرض مزمن في الكبد ولا لمريضات السكر، كما يحظر استخدامه في حال وجود اصابة سرطانية او تاريخ مرضي يشير الى الاصابة بسرطان الثدي او المهبل أو عنق الرحم، ولا في حال وجود زيادة شديدة في الوزن. أما عن بدائل هذا العلاج الهرموني فأوضح الحسيني: "يمكن تخفيف متاعب هذه المرحلة بالعلاج بالاستروجين في صورة "كريم" كعلاج لضمور الفرج وحكته بسبب غيابه وليس له أي اضرار تذكر، او تليين المهبل وترطيبه بوسائل بسيطة مثل "الكريمات" او زيت الاطفال، مع تقديم فيتامين "ه" ليساعد على مقاومة نوبات السخونة. كما أكد الحسيني أهمية التغذية المتوازنة في هذه المرحلة وتناول الاطعمة الغنية بالكالسيوم وممارسة النشاطات الرياضية بانتظام، ولو كانت رياضة المشي، اذ تساعد على مقاومة ضعف النظام، وترفع من كفاية الدورة الدموية وتحميها الى حد كبير من خطر الاصابة بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية.