رغم أن الإعلام العصري تجاوز دوره المعتاد كوسيط توعوي بين مؤسسات الابحاث في العالم ، وبين المجتمعات إلى مستوى الشراكة كي ينشر الوعي بالمستجدات العلمية وآخر ما توصلت اليه الدراسات والتجارب إلا ان مطر التناقضات ما زال يسبب لنا الارتباك . فعلى مستوى التوعية بمرض سرطان الثدي مثلا وما يصاحبه من إحصائيات مرتفعة تبدو المعرفة الجماعية دون المطلوب حقيقة , واحيانا متضاربة . فأغلب رسائل التوعية تتوجه إلى النساء اللاتي تجاوزن الاربعين او الخمسين من العمر بالكشف الوقائي والاستعانة بالممجرام (هناك نقاش دائر عن جدوي التكرار بهذه الوسيلة لما لها من أضرار جانبية) ولكن نتائج الابحاث التي تدل على وجود علاقة ما بين استخدام حبوب منع الحمل والاصابة بسرطان الثدي ما زالت مبهمة في العالم العربي على الاقل . ان أغلب حالات العقم وتكيس المبايض المنتشر حاليا بين اوساط المراهقات والشابات والتي تصرف لها العلاج بواسطة استخدام حبوب منع الحمل , قد يكون نتاج افراز الجسم للاوستروجين وغياب للبروجسترون كما تقول بعض الدراسات الحديثة حتى ان الاتهام بات يؤشر على نوعية الطعام ومسؤولية المواد الحافظة والهرمونات التي تحقن بها الابقار . وهذه حالة تؤدي إلى زيادة الوزن خاصة في المنطقة الوسطى من الجسم وهي منتشرة الان ولم نكن نسمع عنها منذ عشرين عاما او نعرفها . وفي عيادات بأستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا أصبحت هناك دعوة للعلاج بالهرمونات البديلة الطبيعية المستقاة من الاعشاب وليست مثل تلك المصنعة مثل ال " بريمارين " المصنع من بول الخيل وهو نوع من اقراص إستروجين كشف في الدراسات انه قد يزيد من مخاطر سرطان الثدي وفقا لدراسة عام 2002 من " ومينز هيلث انيشيتف "WHI مبادرة النساء الصحية التي كانت دراسة عشوائية متحكما بها للعلاج الهرموني والتي أظهرت معدلا أعلى للامراض القلبية بين النساء اللواتي يستخدمن العلاجات الهرمونية البديلة . لقد لفت نظري اجابة طبيبة – من هارفارد لمراقبة صحة المرأة ونشرت في جريدة الشرق الاوسط عن العلاجات الهرمونية المخصصة للمرأة ( حبوب منع الحمل من مكوناتها هرمون الاستروجين ) وكيف ان العلاج بالهرمونات البديلة يزيد من خطر عدد من الحالات المرضية الخطيرة ومنها: تشكل الخثرات المرضية الدموية , حدوث النوبات القلبية , وسرطان الثدي عندما يكون الاستروجين في توليفة مع البروجستين وعليه فإنها كانت تقترح على قارئة متسائلة بدائل صحية اخرى . لقد أشارت العديد من الدراسات إلى ان هناك علاقة واضحة بين تناول هرمون الاستروجين وزيادة مخاطر الاصابة بسرطان الثدي والعلاقة هنا منطقية كما تقول الدراسة التي نشرت في وسائل الاعلام وأمطرتها كتب الاطباء الحديثة عن الموضوع , لان أغلبية الخلايا السرطانية تمتلك مستقبلات للاستروجين وفي الاحوال المخبرية انتشرت هذه الخلايا لدى تعرضها لهذا الهرمون . وطبعا هناك علاقة وثيقة بين السمنة ومرض سرطان الثدي حيث لاحظ الباحثون ان نحو 45% من النساء كن من البدينات " مؤشر الكتلة الدهنية تعدى ال 30 وما فوق والمعلوم على ضوء تلك التجربة بأن الانسجة الدهنية تنتج الاستروجين وهكذا نجد اننا في دائرة متواصلة . المشكلة والحل في زيادة هرمون الاستروجين سواء طبيعيا بأثر الدهون ، او بسبب تناول علاجات تحتوي عليه صناعيا . الحل وكما توصي به التجارب الحديثة : الاستعانة بالبروجسترون الطبيعي وهو يأتي في شكل كريم سهل الاستخدام ويوازن مشكلة التقلب في درجة الهرمونات الانثوية . وهو يصلح لمتاعب صحية نسائية كثيرة وفي بعض الحالات يصلح ايضا للرجال . ليت أحد محلات مكملات الأغذية والفيتامينات عندنا تستورده كي نخفف من درجة الاعتماد على الادوية المضرة وتخف حدة المشاكل الشهرية في البيوت وربما نسبة الطلاق وتقلبات الحالة النفسية الشديدة لبعض النساء.