يندد به خصومه بأنه انتهازي ضعيف باع روحه ليستمر في السلطة ويتلون كالحرباء. وانه عزل المانيا بسياسته المناصرة للسلام. ولكن المعجبين بالمستشار الألماني غيرهارد شرودر يصورونه محارباً حال، حتى الآن، دون نشوب حرب في العراق، ويشيدون بموقفه الراسخ الذي اكسبه تأييداً شعبياً وربما يقوده الى الفوز بجائزة نوبل للسلام. من هو غيرهارد شرودر 58 سنة الذي أثار حنق جورج بوش بمعارضته الحاسمة للهجوم على العراق. وما دوافعه للوقوف ضد أي قرار لمجلس الأمن يخول الحرب، مما سبب توتراً في الاتحاد الأوروبي والحلف الاطلسي. قال كاتب سيرته غيرغن هوغريف: "شرودر ليس داعية سلام، وليس عسكرياً، ولكنه ينفر من العسكريين انه شخصية غير عسكرية تماماً". وعلى رغم ان الخصوم وصموا شرودر بأنه رجل عملي من دون مبادئ يميل مع الريح فإنه في الحقيقة يتبع خطاً مناهضاً للحرب منذ امتهن السياسة قبل 40 عاماً. في الأسبوع الماضي في اجتماعاته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يدخر شرودر وسعاً في ان يشرح بعبارات بسيطة لماذا تعارض المانياوفرنسا وروسيا الولاياتالمتحدة وبريطانيا لصدور قرار بالحرب ضد العراق. وفي عبارات موجهة ضد بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد قال شرودر وهو يقف الى جانب شيراك في برلين: "ربما بهذه الخلفية يمكن تفهم سبب اتحاد فرنساوالمانيا في معركة نزع سلاح العراق سلماً... قتل نحو 1.7 مليون جندي فرنسي في ثلاث حروب ضد المانيا بين 1870 و1945. واكثر من خمسة ملايين جندي الماني قتلوا في الحروب نفسها". وبعد يومين كان شرودر في موسكو يعيد الى الأذهان ان خمسة ملايين جندي الماني منهم أبوه الذي كان في الجيش النازي و15 مليون جندي روسي قتلوا في الحربين العالميتين. وقال بعد اجتماعه مع بوتين: "تعرف المانيا وروسيا من تجارب مريرة ماذا تعني الحرب". ويعتقد هاينريش وينكلر المؤرخ في جامعة هامبولت في برلين بأن "شرودر ليس انتهازياً أو داعية سلام. ولكنه واقعي يدرك بوضوح مخاطر الحرب اكثر من أي شخص في ادارة بوش. وكان على حق عندما قال ان لا أدلة على صلة بين العراق والارهاب، وان لا خطة عملية لعراق ما بعد الحرب. وتشاركه غالبية الألمان والأوروبيين الرؤية نفسها. انه ليس مغروراً على الإطلاق". ولشرودر تاريخ طويل في معارضة الحرب، عندما كان رئيساً لمنظمة الشباب اليسارية في الحزب الديموقراطي الاشتراكي اشترك في تظاهرات ضخمة في المانيا الغربية في بداية الثمانينات ضد صواريخ بيرشينغ الاميركية. ومثله مثل زملاء في الحزب فإن شرودر تلميذ للمستشار الراحل فيلي برانت الذي فاز بجائزة نوبل للسلام تقديراً لسياسته بالانفتاح على أوروبا الشرقية مما أثار غضب واشنطن، ولكن أدى الى تخفيف حدة الحرب الباردة. وانتقد الزعيم الالماني حرب الخليج عام 1991 عندما كان رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى. وقال هوغريف ان شرودر يعارض اسلوب الولاياتالمتحدة في معالجة القضايا العالمية واضاف: "انه ليس معادياً لأميركا ولكنه ببساطة لا يحب استعراض العضلات في السياسة العالمية".