يقدم كميل نوفل ترجمان البيت الأبيض ذكريات مختارة من عيشه كمترجم لقاءات مسؤولين عرب 17 ملكاً ورئيساً وأميراً برؤساء أميركيين خمسة، وذلك في كتابه الجديد "عرب أميركا رهائن بائسة - من ايزنهاور الى فورد" الذي يصدر الأسبوع المقبل عن دار النهار للنشر في بيروت قدم له غسان تويني. وربع القرن كمسرح زمني للمذكرات، شهد تكريس الالتزام الأميركي بأولوية اسرائيل في الشرق الأوسط ك"مصلحة قومية دائمة" وذلك عبر مواقف واشنطن الداعمة للدولة العبرية في أحداث غيرت دورة الحياة في العالم العربي وأوصلتها الى تأزم يبلغ ذروته في أيامنا الحاضرة. ويقول المؤلف إنه حرص على أن تكون انطباعاته عن الرؤساء الأميركيين والمسؤولين العرب "موضوعية وغير شخصية مطلقاً". يقول المترجم: مهمتي في واشنطن لم تكن قط سهلة. ولا يمكن وصف الترجمان الجالس في مقعده وسط المحادثات السرية الدقيقة، بأنه جالس على ريش نعام، لأنه لا بد له من ان يكون في اقصى حالات التأهب والاستنفار لينقل بدقة كل عبارة وكل كلمة يتفوه بها رئيسه وضيفه بنبرتها العالية او العاتبة. واذا شاء المرء ان يعرف حقيقة شعوري خلال هذه اللقاءات السياسية فلا بد من مصارحته بأنني اشعر في البداية ببعض التوتر الذي يشبه رهبة الممثل عند بداية مسرحيته، الا ان التوتر لا يلبث ان يزول بمجرد الاندماج في الحوار.